قال أبو عمر: وَهِم ابنُ وضَّاح في هذه، وسقَط ذِكرُ الجَزَر في البابَين لابنِ بُكير.
وقوله:«من جَزْع ظِفار»[خ¦٤١٤١] نذكره في الظاء.
وقوله في وفاةِ أبي طالبٍ:«إنَّما حملَه على ذلك الجزَعُ» كذا الرِّوايةُ في جميعِها: «الجزَعُ» الذي هو ضِدُّ الصَّبر، وذكَر الخَطَّابيُّ عن ثعلبٍ: إنَّما هو الخَرَعُ بالخاءِ المعجمة والرَّاءِ المهملةِ؛ أي: الضَّعفُ والخَوَر، قال: وليس للجزَعِ هنا معنًى.
قوله في صفة النَّار:«غِسْلِين: فِعْلِينَ، مِنَ الْغَسْلِ مِنَ الْجُرْحِ وَالدَّبَرِ»[خ¦٥٩/ ١٠ - ٥٠٤٨] كذا لأكثرِهم، وعند الأَصيليِّ:«من الجِراح»، وفي رواية أبي ذرٍّ:«الخُرَّاج».
[الجيم مع اللام]
٣٥٩ - (ج ل ب) قوله: «نهى عن تلقِّي الجَلَب» بفتحِ الجيم واللَّام؛ أي: ما يُجلَب من البَوادِي إلى القُرى من الأطعِمة وغيرِها، لا تُتَلقَّى حتَّى تَرِدَ الأسواقَ، ومثلُه:«نهى عن تلقِّي السلِّع».
وقوله:«لا جلَب ولا جنَب» بفتح اللام والنُّون، وقَع ذِكرُه وتفسيرُه في «موطَّأ» ابن بُكيرٍ وابن عُفيرٍ، ولم يكُن عند يحيى ولا جماعة، وفسَّره مالك أنَّه في السِّباق، قال: والجلَبُ أن يتخلَّفَ الرَّجل في السِّباق فيحرِّك وراءَه الشَّيءَ يستحِثُّ به فيسبِق بذلك، وقال أبو عبيد: هو في معنَيين: يكون في سباقِ الخيل، وهو أن يتْبَع الرَّجلُ فرسَه فيَزجُره ويُجلِبَ عليه، فيكون ذلك معونةً للفرس على الجريِ، ويكون في الصَّدقةِ أن ينزِل المصَّدِّق موضِعاً ويَجلِب إليه أغنامَ النَّاس ليُصَدِّقَها، فنهَى ﵇ عن ذلك، وأمَر أن يُصَدِّق كلُّ قومٍ بموضِعهم وعلى مياهِهم، ويأتي تفسيرُ «الجنَب» بعدُ في حرفِه.
وذُكِرَ في الحديث:«الجِلْباب»، و «جِلْبابُها»[خ¦٣٢٤]، و «بجِلْبابي»[خ¦٤١٤١] قال النَّضر: هو ثوبٌ أقصرُ وأعرضُ من الخِمَار، وهي المِقْنَعة تُغطِّي به المرأة رأسَها، وقال غيرُه: هو ثوبٌ واسعٌ دون الرِّداء تُغطِّي به المرأةُ ظهرَها وصدرَها، وقال ابنُ الأعرابيِّ: هو الإزارُ، وقيل: هو الخِمَارُ، وقيل: هو كالمَلَاءَة والمِلحفَة.
وقوله:«لِتُلْبِسها أُختُها من جِلْبابها» حمَله بعضُهم على المواساة فيه وأنَّه واحدٌ، وقد يكون المراد به الجِنس؛ أي: لتُعِرْها من جلابِيبها، أو يكون على طريقِ المبالغةِ في الحضِّ على الخروج؛ أي: لتخرُج ولو اثنتان في جلباب، وقد رواه أبو داود:«من جلابِيبها»، فهذا يدلُّ أنَّه للجِنس.