قوله في حَديثِ الَّذي كان يصِلُ رحِمَه وهُم يقطَعُونه:«كأنَّما تُسِفُّهم الملَّ» بضمِّ التَّاء وكسر السِّين؛ أي: تسقِيهم التُّراب أو الرَّماد الحارَّ، وقد ذكَرْناه في حَرفِ الميم، كذا رِوايَتُنا فيه عن شيُوخِنا في «صحيح مسلم»، وروَاه بعضُهم:«كأنَّما تَسْفيهم الملَّ» بفتح التَّاء وسكون السِّين أي: ترمي التُّراب والرَّماد الحارَّ في وَجهِهم، وعند بعضِ الرُّواةِ:«تسقيهم الماء» وهو تصحِيفٌ، وخطَأٌ قبِيحٌ.
وقوله في (باب الصِّيامِ في السَّفر) عن أنسِ بنِ مالكٍ: «سَافَرنا مع رسولِ الله، فلم يَعبِ الصَّائمُ على المفْطرِ» كذا رِوايَة يحيى بنِ يحيى وجماعةِ رُوَاة «المُوطَّأ» عن مالكٍ، وكذا قالَه الحُفَّاظ من أصحابِ حُميدٍ أبو إسحاقَ الفزاريُّ والثَّقفيُّ والأنصاريُّ وغيرُهم، وعند ابنِ وضَّاحٍ:«سَافَر رسولُ الله ﷺ»، وفي روايةٍ أُخرَى:«سافَر أصحابُ رسولِ الله ﷺ»، قالوا: ورِوايةُ الجَماعةِ الصَّوابُ، ولم يقل ما قال ابنُ وضَّاحٍ: إلَّا يحيى بن سعيد القطَّان عن حُميدٍ.
السِّين مع القَاف
٢١١٨ - (س ق ط) قوله عن النَّارِ: «لا يدخلُني إلَّا ضُعفاء النَّاس وسَقَطُهُم»[خ¦٤٨٥٠] بفتح السِّين والقاف، السَّقطُ من كلِّ شيءٍ ما لا يُعتدُّ به، وسقط المتاعِ رَدِيُّه، وكذلك كلُّ شيءٍ، وسقاطته مِثلُه، والسَّاقطُ والسَّاقطة: الرَّجل السَّفلةُ من النَّاسِ واللَّئيمُ.
وقوله في حَديثِ التَّوبةِ:«سقَط على بَعيرِه قد أَضلَّهُ»[خ¦٦٣٠٩] معناه صادَفه ووجَده من غير قَصدٍ، وفي المثل: سقَط العَشاءُ به على سِرحَانٍ.
وقوله:«فسُقِطَ في نَفسِي من التَّكذيبِ ولا إذ كُنتُ في الجَاهليَّة» كذا قيَّدناه عن شيُوخِنا على ما لم يُسَم فاعله، ومعناه تحيَّرت، يقال: سقَط في يَدِه إذا تحيَّر في أمرِه، وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ﴾ [الأعراف: ١٤٩]، وقيل: نَدِموا.
وقوله:«ولا يصلَّى على من لم يَستَهِلَّ … أنَّه سِقْطٌ»[خ¦١٣٥٨] هو ما وُلِد ميِّتاً، يقال منه: أسقَطَت المَرأةُ، وسقَط جَنِينها، ولا يقال في هذا وقَع، وقال أبو حاتم: إذا وُلِد المَولُود قبل تمام شهُورِه فهو سِقْطٌ، وفيه ثلاث لُغَات: ضمُّ السِّين وفتحها وكسرها، وكذلك: سقطُ الرَّمل وهو: مُنقطِعُه، وكذلك: سقطُ النَّار وهو: شُعلَة الزَّند قبل اتِّقاده.