قال الله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً﴾ [الحج: ٣٤]، قيلَ فيه هذا، وقيل: مذهباً في الطَّاعةِ، والمَنْسَكُ أيضاً: موضعُ التَّعبُّدِ. قال الله تعالى: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ [البقرة: ١٢٨].
١٤١٠ - (ن س م) قوله: «نسَم بَنيهِ»[خ¦٣٤٩] و «إنَّما نَسَمَةُ المؤمنِ» قال الجوهريُّ: النَّسَمةُ: النَّفسُ والرُّوحُ والبدنُ، قال هو وغيرُه: وإنَّما يعني في قوله هنا: «إنَّما نسَمةُ المؤمنِ»: الرُّوحَ، وقال الباجيُّ: هو عندي ما يكونُ فيه الرُّوحُ قبلَ البعثِ، وقال الخليلُ: النَّسَمةُ: الإنسانُ، ومنه في الحديثِ:«وبرأَ النَّسَمةَ»[خ¦٣٠٤٧].
١٤١١ - (ن س ع) قوله: «فدفعَه إليه بنِسْعَتِه» أي: بالحبلِ الذي رُبطَتْ به يداه.
١٤١٣ - (ن س ي) قوله: «إنِّي لأَنسى أو أُنسَّى لأَسُنَّ» كذا جاءَ هذان اللَّفظانِ فيها الثَّاني على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، مشدَّدُ السِّينِ، قيل: يحتملُ أن يكونَ شكّاً من الرَّاوي في أحدِ اللَّفظَين، أو يكونَ اللَّفظُ كلُّه من كلامِ النَّبيِّ ﷺ؛ أي: أنسى من قبَلِ نفسي وسَهْوي، أو قد ينسِّيني الله تعالى ذلك ويغلبُني عليه، كأنَّه يذهبُ إلى لغةِ نُسيَ من الخيرِ؛ أي: تُرِكَ منه، كما قيلَ في قولِه تعالى: ﴿فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾ [طه: ١٢٦] وضبطناه على الصَّدفيِّ وغيرِه: «نسِّي» مشدَّدُ السِّينِ، وهو أليقُ بالمرادِ -والله أعلم- أي: نسَّاهُ الله ذلك، كما قال ﷺ:«إنِّي لأنسَى أو أُنسَّى» وقد رواه بعضُ المحدِّثين: «إنِّي لا أَنسى ولكنْ أُنَسَّى لأَسُنَّ» وقد يكونُ: أَنسى هذا: بالفتحِ؛ أي: أَترُكُ. ونَسيَ بمعنى: تَركَ، معلومٌ مشهورٌ في اللُّغةِ، ومنه: ﴿نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧] أي: ترَكوا أمرَه فتركَهم من رحمتِه، ويكونُ المعنى: ما تركتُه قصْداً أنَّ تركَه لا يضُرُّ، أو أُنسَّاه من الله؛ أي: يغلِبُ عليَّ نسيانُه، فأُرى سنَّتَه وحُكمَه.
وفي ليلةِ القدرِ:«أيقظَني بعضُ أهلي فنَسيتُها» ويُروى: «فنُسِّيتُها» على ما لم يُسَمَّ فاعلُه.
وقوله:«بئسَ ما لأحدِكم أن يقولَ: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ ولكنَّه: نُسِّي»[خ¦٥٠٣٢] الأوَّلُ بفتحِ النُّون، والثَّاني بالضَّمِّ بغيرِ خلافٍ ها هنا، على ما لم يُسَمُّ فاعلُه، وضبطْناه عن الأسديِّ بتخفيفِ السِّين وضمِّ النُّون، وإليه كان يذهبُ الكِنَانيُّ، وكان لا يجيزُ غيرَه؛ أي: نُسيَ عن الخيرِ؛ أي: تُرِكَ منه، كقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾ [طه: ١٢٦]