للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قولُه: «حتَّى ما تضعُ في فِيِّ امرأتِكَ» [خ¦٥٦] كلُّه بمعنًى، يقال: فَمٌ وفِم وفُم ثلاثُ لغاتٍ بتخفيفِ الميم، ويقال بتشديدِها أيضاً بالثَّلاثِ لغاتٍ فتأتي ستَّة، ويقال: فوه أيضاً، ولكنَّه إنَّما يُستعمَل مُضافاً.

قوله في حديثِ المرأةِ: «فمسحَ فا العزلاوَينِ» أي: فمَهما، كذا عندَ الأصيليِّ، وعندَ كافَّتهم: «فِيْ العزلاوَينِ» [خ¦٣٥٧١] حرفُ خفضٍ، وبمعنى: «الباءِ» هنا، والأوَّلُ أصوبُ، كذا جاءَ في علاماتِ النبوَّة.

وفي مناقبِ عبدِ الله: «أقرأنيها فاهُ إلى فِيَّ» [خ¦٣٧٦١] كذا للأَصيليِّ، ولكافَّة الرُّواة: «فاه إلى فاي».

وقوله: «كأنَّها في فَمِ فحلٍ» كذا للأَصيليِّ، وكتبَ على فمِ يعني، ولغيرِه: «كأنَّها في فِيِّ فحلٍ» [خ¦٤٤١٧] وهو بمعناه.

الفاءُ مع النُّون

١٨٥٣ - قوله: «أفْناء الأمصارِ» [خ¦٣١٥٩]، و «في أفناءِ النَّاس» ممدوداً؛ أي: جماعتِهم، جمع فِنوٍ بكسرِ الفاءِ، وقيل في أفناءِ النَّاس: أي أخلاطِهم، يقال للرَّجلِ إذا لم يُعرف من أيِّ قبيلةٍ هو، قال صاحبُ «العين»: يقال: رجلٌ من أفناءِ القبائلِ؛ إذا لم تُعرَف قبيلتُه، وقيل: الأفناءُ النُّزَّاع من القبائلِ من ها هنا وها هنا، وحكى أبو حاتم: أنَّه لا يُقال في الواحدِ، وإنَّما يُقال في الجماعةِ: هؤلاء من أفناءِ النَّاس، ولا يُقال: هذا من أفناءِ النَّاسِ، وقد ذكرنا ما ذكرَ الخليلُ من خلافِ هذا.

وقوله: «في البيوتِ والأفنِية» يعني أفنيةَ الدُّورِ والمنازلِ، واحدها: فِناء -ممدودٌ- وهو ما بينَ يدَيها وحولَها من البَراحِ.

فصلُ الاختلافِ والوَهم

قوله في باب: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] في حديثِ إسحاقِ بنِ نصرٍ: «فلمَّا خرجَ ركعَ رَكعتَينِ في فِناء الكعبةِ» كذا لبعضِ الرُّواة، وكذا وجدتُه في كتابِ عبدوسٍ مُصلحاً، وللقابسيِّ: «في قُبُل القِبْلة» ولكافَّة الرُّواة: «في قُبُل الكَعْبةِ» [خ¦٣٩٨] وكلُّه صحيحٌ، وأوجهُه الأوَّل، ووجهُ الثَّاني: قِبَل وجهِها وبابِها.

وفي حديث: (ما من نبيٍّ إلَّا كان له حواريُّون): «فقدِم ابنُ مسعودٍ فنزل بفِنائه» ممدوداً، كذا لهم، وعندَ السَّمرقنديِّ: «فنزل بقَناةَ» بقافٍ مفتوحةٍ وآخرُه تاءٌ، وهو وادٍ من أوديةِ المدينةِ ومالٌ من أموالِها، وسنذكُره إن شاءَ الله في القاف.

وأمَّا الذي في حديثِ أسماءَ فإنَّما هو:

<<  <  ج: ص:  >  >>