٣٦٦ - (ج ل س) قوله: «نهَى عن الجلوسِ على القُبور»، و «أن يجلِسوا إليها» و «أنْ يجلِس على جمْرةٍ فتُحرِقَ ثيابَه … خيرٌ من أن يجلِس على قَبْر» هو على ظاهره؛ لأنَّه من الاِستهانةِ بها، وهي موضِع موعظةٍ واعتبار، وقيل: هو من التَّخَلِّي والحَدَث، وبهذا فسَّره في «الموطأ».
٣٦٧ - (ج ل ي) وقوله: «حتَّى تجلَّت الشَّمسُ»[خ¦٩٢٢]، و «فاذْكُروا الله حتَّى ينجَلِيا»، وفي بعضِ النُّسخ:«يتَجَلَّيا» أي: ظهَرت ويظهَرا، ومنه، «ثمَّ جُلِّيَ عن الشَّمسِ»[خ¦١٠٥١]، وعند السَّمرقنديِّ:«ثمَّ تَجَلَّى عن الشَّمسِ» أي: انكشَف عنها ذلك.
وقولها:«حتَّى تَجلَّاني الغَشيُ»[خ¦٨٦] كذا جاء في «الموطأ»، ولم أجِد هذه اللَّفظة في كتُب اللُّغة والشُّروح، ومعناها عندي-والله أعلم-: غشِيَني وغطَّاني، وأصلُه: تجلَّلَني، وجُلُّ الشَّيء وجِلالُه ما غُطِّي به، ومنه جِلالُ السُّتور والحِجال وجُلُّ الدَّابَّة، فيكون تجلَّى وتجلَّلَ بمعنًى واحدٍ، كما قالوا: تمطَّى وتمطَّط، وكما قال: تقضِّي البازي؛ أي: تقضُّضُه وانقِضاضُه، وكما قالوا: تظنَّى؛ بمعنى: تظنَّن، وقد قالوا في لبَّى: أصلُه لبَب، وقد يكونُ معنى «تَجلَّاني الغَشيُ» أي: ذهب بقوَّتي وصَبْري، من الجَلاء، وقد قيل في قوله تعالى: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ [الشمس: ٣] أي: جلَّى ظلمتَها عن الدُّنيا، وقيل: جلَّاها: أظهَر شمسَها، وقد يكون «تَجلَّاني» أي: ظهَر بي وبان عليَّ لطول القِيام، وأصلُ التَّجَلِّي الظُّهور، وذكَر البخاريُّ في هذا الحديث:«حتَّى علَاني الغَشيُ» بالعين، وهو معنَى ما فسَّرناه به، وقد يكون «تَجلَّاني» بمعنى: علَاني والله أعلم، فهو أبيَن في الباب وأعرفُ لفظاً ومعنًى.