وقوله:«بُعِثتُ إلى الأحمرِ والأسودِ» قيل: إلى العربِ وهم السُّود، والعجمِ وهم الحُمر؛ إذِ الغالبُ على ألوانِ العربِ الأُدْمةُ والسُّمرةُ، وعلى ألوان العجمِ البياضُ والحمرةُ، وكلاهما يُعبَّر بالحُمرةِ عنه، وقيل: الأحمرُ: العربُ، وقيل: الأسودُ الجِنُّ، والأحمرُ: الإنسُ.
وقوله:«وأُعطِيتُ الكنزينِ الأَحمرَ والأبيضَ» يريدُ كنوزَ كسرى من الذَّهب والفِضَّة، وقيل: أراد العربَ والعجمَ جمَعَهم الله على دينِه، ويَظهَرُ لي أنَّه أراد بالأبيضِ كنوزَ كسرى وفَتْحَ بلادِه؛ لأنَّ الغالبَ على العِراقِ وبلادِ فارس الدَّراهمُ والفِضَّةُ، وبالأحمرِ كنوزَ قَيصرَ بالشَّامِ ومصرَ وفَتْحَ بلادِه؛ إذِ الغالبُ على أموالهم الذَّهبُ، ويدلُّ عليه قولُه ﵇:«مَنعَتِ العِراقُ دِرهمَها وقَفيزَها، ومَنعَتِ الشَّامُ مُدَّيها ودينارَها، ومَنعَتْ مِصرُ إرْدَبَّها ودِينارَها»، وعلى هذا عمَلُ الفقهاءُ في فرضِ الدِّيَاتِ بهذه الأقطار.
قوله:«في النَّهيِ عن بيعِ الثِّمارِ حتَّى تَحْمارَّ أو تَصْفارَّ»[خ¦١٤٨٨] كذا جاءَ بالألف، يُقال: احمَرَّ واحمارَّ، وقيل: إنَّما يُقال فيما لم يُتَحقَّق صُفرتُه أو حُمرتُه، وقد تقدَّم الكلامُ على هذا في حرفِ الباء.
وقوله:«وأنَّ لي حُمْرَ النَّعَمِ»[خ¦٩٢٣] أي: الإبلَ، وأفضَلُها الحُمْرُ عند العربِ.
وقولها:«عجوزٍ … حَمْراءِ الشِّدْقَينِ»[خ¦٣٨٢١] مبالغةٌ في الكِبَر، وعبارةٌ عن سُقوطِ أسنانِها من ذلك، فلم يبقَ بفِيها بياضٌ.
٤٩٨ - (ح م ل) قوله: «فكنَّا نُحامِل»[خ¦١٤١٥]، و «انطلَق أحدُنا يُحامِلُ» بضمِّ النُّون والياء وكسرِ الميم، وفي بعضِها:«نَتَحامَل» أي: نَحمِلُ على ظهورِنا لغيرِنا، وكذلك قولُه:«يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِه؛ يُحامِلُه عليها»[خ¦٢٨٩١] و «حامَله عليها»، و «حامَله» كلُّه من الحَمْلِ؛ أي: يُعقِبُه، ويَحمِلُه ويَحمِل متاعَه. وقولُ عُمرَ:«فأينَ الحِمالُ؟» بالكسرِ، من الحَمْلِ أيضاً، والحِمال بكسرِ الحاء: الحَملُ، وهي روايةُ ابنِ وضَّاحٍ وغيرِه، يريدُ: أينَ منفعَة الحَمْلِ وكِفايتُه؟ وكذا فسَّره في الأمِّ:«يريدُ حُمْلانَه»، وقد رواه بعضُ شيوخِنا:«الحَمْلُ»، وثبَتت الرِّوايتان عند ابنِ عتَّاب، وقد جعَله بعضُهم من الحَميل، وفسَّره بالضَّمان.
وقوله:«ورجلٍ تَحَمَّل بحَمَالةٍ بين قومٍ» هو تَحمُّلُ الدِّياتِ في مالِه أو ذمَّتِه بين القومِ تقَع بينَهم الحربُ؛ ليُصلِح بينَهم، والحَمالةُ: الضَّمانُ، والحَميلُ: الضَّامنُ.