للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

انكشف منها، وثَغرُ العدُوِّ ما ولي داره، والثَّغرةُ الثُّلمةُ تُهدَم من حائطٍ وشِبْهِه، وأصلُ الثَّغر الكَسرُ والهدمُ، وأَثغر الصَّبيُّ إذا سقَطَت أسنانه وإذا نبَتَت، ويقال: ثغر إذا سقَطَت لا غير، ويقال: اثَّغَر واتَّغَر أيضاً وهما بمعنًى واحدٍ افتَعَل، ورُدَّت الثَّاء في اتَّغَر إلى لفظ التَّاء للإدغام فيها، كما قالوا: اتَّأر من الثَّأر، ومن قاله: اثَّغر بالثَّاء المُثلَّثة المُشدَّدة غلَّب الثَّاء لكَونِها أصلاً في الحَرفِ، كما قالوا: اثَّأر من الثَّأر، كما صنَعوا في: اذَّكر وادَّكر، واضَّجع واطَّجع، مع إبدَالِهم التَّاء طاءً ودالاً لتقارُبِهِما.

٣٠٠ - (ث غ م) وقوله: «كأنَّ رأسَه ثَغَامةٌ أو كالثَّغَام أو كالثَّغَامةِ بياضاً» قال أبو عُبيدٍ: هو نبتٌ أبيضُ الزَّهرِ والثَّمرِ، يُشَبَّه بياض الشَّيبِ به، قال ابنُ الأعرابيِّ: هي شجَرَة تبَيَّضُّ كأنَّها الثَّلج، وأخطَأ بعضُ الكُبراءِ في تَفسيرِه فقال: هو طائِرٌ أبيَض، ولغَيرِه فيه ما هو أقبَح من هذا التَّفسيرِ.

فصلُ الخِلافِ والوَهمِ

في حَديثِ (مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللهُ بهِ) قوله: «فكان منها نَقِيَّة قبِلَت الماءَ» [خ¦٧٩] كذا رَوَيناه من جَميعِ طرُقِ البُخاريِّ بالنُّون المَفتوحة بعدها قاف مَكسُورة بعدها ياء مُشدَّدة مفتوحة باثنتين تحتها مثل قوله في مُسلمٍ: «طائفةٌ طيِّبَة»، وذكَره بعضُهم عن البُخاريِّ ولم يَروِه عنه: «فكان منها ثُغْبة قَبِلَت الماء» بضمِّ الثَّاء المُثلَّثة وسكون الغين المعجمة، وفسَّره بمُستَنقع الماء في الجبال، وهو غلَط وتصحِيف وقَلبٌ لمعنَى التَّمثيلِ؛ لأنَّه إنَّما جعَل هذا الفصلَ من المَثلِ فيما ينبُت والثِّغابُ لا ينبُتُ.

الثَّاء مع الفَاءِ

٣٠١ - (ث ف ر) قوله في الحائضِ: «اسْتَثْفِرِي بثَوبٍ»، و «لتَسْتَثْفِرْ به» أي: تشُدُّه على فَرجِها، مأخوذ من ثَفَر الدَّابةِ بالفَتحِ؛ أي: تشدُّه كما يُشدُّ الثَّفر تحت الذَّنبِ، ويحتَمِل أن يكون مُشتَقّاً من الثَّفْر بالسُّكون، وهو الفَرجُ، وأصلُه للسِّباعِ فاستُعِير لغَيرِها.

٣٠٢ - (ث ف ل) وقوله: «جَمَلٍ ثَفَالٍ» [خ¦٢٣٠٩] بفتح الثَّاء والفاء هو البَطِيءُ الثَّقيلُ الَّذي لا ينبَعِث إلَّا كُرهاً، ورَوَاه بعضُهم بكَسرِ الثَّاء، وهو خطَأٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>