٢٤٢٠ - (و س د) قوله: «إذا وُسِّدَ الأَمرُ إلى غيرِ أَهلِه»[خ¦٥٩] كذا لكافَّة الرُّواةِ؛ أي: أسنِد وجُعِل إليهم وقُلِّدوه؛ يعني الإمارةَ، وعند القابِسيِّ:«أُوسِدَ»، وقال: الَّذي أحفَظُ: «وسِّد» قال: وفيه عِندَه إشكالٌ بين «وُسِّد» و «أُسِّد»، قال: وهما بمعنًى، قال القاضي ﵀: هو كما قال، وقد قالُوا: وِسادَة وإِسادَة واشتِقاقُهما واحدٌ، والواو هنا بعد الألف، ولعلَّها صُورَة الهَمزةِ، والله أعلَم.
وقوله:«جَعلتُمها تحتَ وِسادَي»[خ¦١٩١٦]، و «أَلقَى له وِسادَةً»[خ¦٦٩٢٣]، و «نام … في عَرْضِ الوِسادَةِ»[خ¦١٨٣] ويُروَى: «الوساد» هو ما يتوسَّد عليه عند النَّومِ، ويجعل عليه الرَّأس، أو يتَّكأ عليه. يقال فيه: وِسَادَة ووُسَادَة، وإسَادَة بالهمز لغَة هذلِيَّة، وقيل في قوله:«في عَرضِ الوِسادَة»: إنَّ المُرادَ هنا الفِراش.
وقوله:«إنَّ وِسادَكَ … لَعَريضٌ»[خ¦٤٥٠٩] يريد إن كان توسَّدت تحت رَأسِك الخيطَ الأبيضَ والخيطَ الأسودَ، الَّذي أراد الله تعالى بقَولِه: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ﴾ [البقرة: ١٨٧] الآية، فإن وساداً يكونان تحتَه-وهما اللَّيل والنَّهار والآخذان بأقطارِ الدُّنيا- فإنَّ وِسادَك لعَرِيضٌ، قالَه له على طريقِ التَّبكيتِ، لمَّا تأوَّلَهما عِقالَين وجعلَهما تحت رأسِه، وكان يأكُل حتَّى يَتبيَّن له الأبيضُ منهما من الأسودِ.
وقيل: معناه تعريضٌ بالبلَادةِ، وكنَّى بالوِسادَة عن القَفَا، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ:«إنَّكَ لَعريضُ القَفَا»[خ¦٤٥١٠]، ومثل هذا يُعرَّض به للبَليدِ الغبِيِّ، يريد لسُوءِ تَأوِيلِه في الآية وبُعدِ فَهمِه لمعناها.