للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصلُ الوَهمِ والتَّغيِيرِ

قوله في التَّفسيرِ: «وقال مجاهِدٌ: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ﴾ [التحريم: ٦]: أوقِفُوا أهلِيكم بتَقوَى الله» كذا لابنِ السَّكنِ والقابِسيِّ، وعند الأَصيليِّ: «أوْصُوا أنفُسَكُم وأهْلِيكُم» [خ¦٤٩١٥]، قال القابِسيُّ: وصَوابُه «قُوا أنفُسَكُم، وقُوا أهلِيكُم».

وقوله: «﴿الْمَسْجُورِ﴾ [الطور: ٦] المُوقَد» [خ¦٦٥/ ٥٢ - ٧١٢٨] كذا لجَميعِهم، ولأبي زَيدٍ عند الأَصيليِّ: «الموقر» بالرَّاء، وفسَّره بعضُهم: المَملُوء، والقَولَان مَعرُوفان في تَفسيرِ ﴿الْمَسْجُورِ﴾، مجاهدٌ يقُول: المُوقر بالرَّاء، وقيل: المَملُوء.

الوَاو مع السِّين

٢٤٢٠ - (و س د) قوله: «إذا وُسِّدَ الأَمرُ إلى غيرِ أَهلِه» [خ¦٥٩] كذا لكافَّة الرُّواةِ؛ أي: أسنِد وجُعِل إليهم وقُلِّدوه؛ يعني الإمارةَ، وعند القابِسيِّ: «أُوسِدَ»، وقال: الَّذي أحفَظُ: «وسِّد» قال: وفيه عِندَه إشكالٌ بين «وُسِّد» و «أُسِّد»، قال: وهما بمعنًى، قال القاضي : هو كما قال، وقد قالُوا: وِسادَة وإِسادَة واشتِقاقُهما واحدٌ، والواو هنا بعد الألف، ولعلَّها صُورَة الهَمزةِ، والله أعلَم.

وقوله: «جَعلتُمها تحتَ وِسادَي» [خ¦١٩١٦]، و «أَلقَى له وِسادَةً» [خ¦٦٩٢٣]، و «نام … في عَرْضِ الوِسادَةِ» [خ¦١٨٣] ويُروَى: «الوساد» هو ما يتوسَّد عليه عند النَّومِ، ويجعل عليه الرَّأس، أو يتَّكأ عليه. يقال فيه: وِسَادَة ووُسَادَة، وإسَادَة بالهمز لغَة هذلِيَّة، وقيل في قوله: «في عَرضِ الوِسادَة»: إنَّ المُرادَ هنا الفِراش.

وقوله: «إنَّ وِسادَكَ … لَعَريضٌ» [خ¦٤٥٠٩] يريد إن كان توسَّدت تحت رَأسِك الخيطَ الأبيضَ والخيطَ الأسودَ، الَّذي أراد الله تعالى بقَولِه: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ﴾ [البقرة: ١٨٧] الآية، فإن وساداً يكونان تحتَه-وهما اللَّيل والنَّهار والآخذان بأقطارِ الدُّنيا- فإنَّ وِسادَك لعَرِيضٌ، قالَه له على طريقِ التَّبكيتِ، لمَّا تأوَّلَهما عِقالَين وجعلَهما تحت رأسِه، وكان يأكُل حتَّى يَتبيَّن له الأبيضُ منهما من الأسودِ.

وقيل: معناه تعريضٌ بالبلَادةِ، وكنَّى بالوِسادَة عن القَفَا، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ: «إنَّكَ لَعريضُ القَفَا» [خ¦٤٥١٠]، ومثل هذا يُعرَّض به للبَليدِ الغبِيِّ، يريد لسُوءِ تَأوِيلِه في الآية وبُعدِ فَهمِه لمعناها.

وقيل: بل يكون معناه على وَجهِه؛ أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>