راجعٌ إلى معنًى، وإنَّما هو اختِلافٌ في الخطِّ وصُورةِ حَرفِ المدَّةِ الَّتي بعد الهَمزةِ، وكلُّه من الإيمان، ورُوِي عن القابسيِّ:«أَمِنَ» من الأَمان، وليس مَوضِعه.
قوله:«لا يَزْني الزَّاني وهو مُؤمِنٌ … »[خ¦٢٤٧٥] الحديثَ، قيل: معناه: آمن من عذَابِ الله، وقيل: مُصدِّقٌ حقيقةَ التَّصديقِ بما جاء في ذلك، وقيل: كاملُ الإيمان، وقيل: هو على التَّغليظِ، كما قال:«لا إِيمانَ لمَنْ لا أمانَةَ لَه»، وقيل: مَعناه: النَّهيُ؛ أي: لا يفعَلُ ذلك وهو مُؤمِن، وأنَّ هذا لا يلِيقُ بالمُؤمنِين.
قول العاص بن وائلٍ في إسْلامِ عمرَ ﵁:«لا سبيلَ عليكَ بعدَ أَنْ قالَها آمَنتُ»[خ¦٣٨٦٤] كذا في كتابِ الأَصيليِّ بمَدِّ الهَمزةِ وفَتحِ الميمِ من الإيمان، ورواه الحُميديُّ «أَمِنْتَ» بفَتحِ الهَمزةِ وكَسرِ الميمِ وتاءِ المُخاطَبة من الأَمْن، ورواه أبو ذَرٍّ وغيرُه من الرُّواة مِثلُه لكنْ بضمِّ تاء المُخبِر، وهو أظهَر، فعُمرُ هو قائل هذا لمَّا قال له العاص:«لا سبيلَ عليكَ»، فقال عمرُ:«بعدَ أن قالها-أي: هذه الكلمة- أَمِنْتُ»[خ¦٣٨٦٤]، ولفَتحِ التَّاءِ وَجه، ويكون من قولِ العاص ذلك لعمرَ:«لا سبيلَ عليكَ أَمِنْتَ»، لكنَّ قوله بين هذَين الكلامَين «بعدَ أنْ قالَها» فيه على هذا الوَجهِ إشْكالٌ.
قوله في فَضائلِ الأنْصارِ:«وتُشْرِكُونا في الأَمْرِ» كذا لكافَّة الرُّواةِ، وعند الجُرجانيِّ:«في الثَّمَرِ»[خ¦٢٣٢٥]، وهو الوَجهُ.
وقوله في حَديثِ جِبريلَ:«بهذا أُمِرْت»[خ¦٥٢١] رَوَيناه بضمِّ التَّاء، كِنايَة جبريلَ؛ أي: أُمِرْتُ بالتَّبليغِ لك والتَّعليمِ، وبالنَّصبِ كِنايَة عن محمَّدٍ ﷺ؛ أي: كُلِّفْتَ العملَ به وأُلْزِمْتَهُ أنتَ وأُمَّتُكَ.