٤٢١ - (ح ب ب) قوله: «كما تَنبُت الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيلِ»[خ¦٨٠٦] كذا هي بكسرِ الحاء وتشديدِ الباء، قال الفرَّاء: هي بُزُور البَقل، وقال الكِسَائيُّ: هو حَبُّ الرَّياحين -بالفتح- واحدُه حِبَّةٌ بالكسر، وقال أبو عَمرو: وهو نَبت ينبُت في الحشِيش الصِّغار، وقال النَّضرُ بن شُمَيل: الحِبَّة -بكسر الحاء- اسمٌ جامع لحبوب البَقل التي تنتَثِر إذا هاجَت الرِّيح، فإذا مَطَرت من قابِل نبتَت، والحَبَّة من العِنب: حَبَّة بالفتح، وحَبُّ الحَبَّة الذي داخلَها يُسمَّى حُبَة، بضمِّ الحاء وفتحِ الباء مخفَّفة، وقال الحربيُّ: ما كان من النَّبت له حبٌّ فاسم ذلك الحبِّ: الحِبَّة، قال غيرُه: فأمَّا الحِنطة ونحوُها فهو الحَبُّ لا غيرُ، وقالوا: الحِبَّة فيما هو حبوب مختلفة، قال ابنُ دريد: وهو جميع ما تحمِله البُقول من ثمرة، قال: وجمعُه حِبَبٌ.
وتشبيهه نباتَهم بنبات الحِبَّة لوجهين: أحدهما: بياضُها كما ذُكِر في الحديث فيهم وفيها، والثَّانية: سُرعةُ نباتها؛ لأنَّها -قالوا- تنبُت في يوم أو ليلة؛ لأنَّها لمَّا رَوِيت من الماء ثمَّ تردَّدت في غثاءِ السَّيل وقد رَوِيت وتيسَّرت قِلْبَتها للخُروج، فإذا خرَجت إلى طين الشَّطِّ في حَميل السَّيل غرَزَت عروقَها فيه لحينِها، ونبَتت بسرعة.
قوله:«حِبُّ رسولِ الله ﷺ»[خ¦٣٤٧٥] بكسر الحاء؛ أي: محبوبُه.
وقوله:«يُحبُّ الله ورسولَه ويُحبُّه الله ورسولُه»[خ¦٣٠٠٩]، و «إنَّ الله يحبُّ كذا»[خ¦٣٢٠٩]، و «إذا أَحبَّ الله العبدَ نادى جبريلَ إنِّي أُحبُّه فأَحبَّه»[خ¦٣٢٠٩] محبَّةُ الله لمن يحبُّ إرادتُه الخيرَ له في الدُّنيا والآخِرة؛ من هدايتِه ورحمتِه وإنعامِه عليه، ومحبَّةُ جبريلَ والملائكةِ لمن يحبُّ، قد تكون على ظاهرِها من الميل الذي يلِيق بالمخلوقين، ويتنزَّه عنها الخالق، وقد تكون من جبريلَ والملائكةِ استغفارُهم له، وذكرُهم له في الملإِ الأعلى بالخير، ودعاؤُهم له، ومحبَّة العبيد لله قيل: هو طاعتُهم له؛ لأنَّ الله تعالى يَجِلُّ ويتَقدَّس أن يميلَ أو يُمال إليه، وقيل: لا يبعُد أن يكون على ظاهرِه، وميلُ القلبِ والرُّوحِ لجلاله وعظمتِه.