وعشرونَ … وحبسَ إصبَعاً» بالباء، كذا لهم، وعند الباجيِّ:«وخَنَسَ» بالخاء المعجمة والنُّون، وهو المعروف، ومعناه: قَبَض، وفي الرِّواية الأخرى:«خنَس أو حبَس» على الشكِّ.
في «الموطَّأ» في المُحصَر: «قال مالك فيمَن حُبِسَ بعدوٍّ» كذا لهم، وعند المهلَّب:«حسر» بالسِّين وآخِره راءٌ، وهو خطأ.
وقوله في حديث الزُّبير:«احبِسِ الماءَ حتَّى يصلَ الجَدْر» * [خ¦٢٣٥٩][خ¦٢٣٦٠] كذا لهم، وهو المعروف، ومعنى الحديث الآخَر:«أَمسِك»[خ¦٢٣٦١]، ورواه الجرجانيِّ:«أرسِل الماء» مكان «احبِس» والأوَّل أوجَه، وإن تخرَّجت صحَّةُ هذه الرِّواية.
وقوله:«أدركتُ النَّاسَ وأَحبُّهم على جنائزِهم من رَضُوه لفرائضِهم» كذا للأَصيليِّ بالباء، ولبقيَّتهم:«أحقُّهم»[خ¦٢٣/ ٥٦ - ٢٠٨٨] بالقاف.
قوله:«إنِّي قد أحبَبتُ فلاناً فأَحبَّه»[خ¦٦٠٤٠] كذا يقوله المحدِّثون والرُّواة، ويَلفِظ به الأكثرُ، ومذهبُ سيبويه فيه ضمُّ آخِره، ومثلُه:«إنَّا لم نرُدَّه عليك إلَّا أنَّا حُرُم»[خ¦١٨٢٥]، ومثلُه:«ما لم تمسَّه النَّارُ»، وقد بيَّنا العلَّة في ذلك آخِر الكتاب هنا.
الحاء مع التَّاء
٤٣٠ - (ح ت ت) اعلم أنَّ (حتَّى) تأتي-غالباً- غايةً للشَّيء، وقد تأتي بغيرِ معنى الغاية، لكن لا بدَّ في جميع معانيها فيها من شيءٍ من معنى الغاية، فإذا كانت بمعنى الغاية كانت ناصبةً أبداً للفِعل بعدَها، كقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبيض﴾ [البقرة: ١٨٧]، «وأُمِرتُ أن أُقاتلَ النَّاسَ حتَّى يَقولوا لا إله إلَّا الله»[خ¦٢٥]، و ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الكتابُ أَجَلَهُ﴾ [البقرة: ٢٣٥]، وكقوله ﵇:«حتَّى ترَينَ القَصَّةَ البَيْضَاءَ»[خ¦٦/ ١٩ - ٥٣٧].
فإذا وَلِيَها الاسمُ كانت حرفَ جرٍّ بمعنى «إلى»، وكان الاسم مخفوضاً بعدَها، كقوله: ﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: ٥]، وقوله في الحديث:«أُوتيتُم القرآنَ فعَمِلتُم به حتَّى غُرُوبِ الشَّمسِ»[خ¦٧٤٦٧].
وتكون عاطفةً بمعنى «الواو»، كقوله:«كلُّ شيء بقضاء وقدَرٍ حتَّى العَجْز والكَيْس» أي: والعجزُ والكيسُ، وعليه حَمَل أكثرُهم قولَه ﵇:«إنّ الله لا يَملُّ حتَّى تَملُّوا»[خ¦٤٣] أي: وأنتم تملُّوا، وإذا وَلِيتْ هذه الفعلَ كان مرفوعاً، كما قُرِئ: ﴿حَتَّى يَقُولَُ الرَّسُولُ﴾ [البقرة: ٢١٤] وقد يُنصَب، وقُرِئ بهما جميعاً، وأكثرُ ما تأتي عاطفة فللتَّعظيم أو التَّحقير.