وقوله:«أَرَى رُؤْياكُم قد تَواطَأتْ على العَشرِ الأَواخِرِ»[خ¦٢٠١٥] أي: توَافَقت، وجاء في عامَّة نُسخِ البُخاريِّ و «المُوطَّأ» ومُسلمٍ: «تَواطَتْ»، وكذا في «المُلخَّص»، وعند ابنِ الحذَّاء:«توَاطَأت» مهمُوز، وكذا للقابِسيِّ مرَّة بالهَمزِ، وكذا قيَّدنا في «المُوطَّأ» عن شَيخِنا أبي إسحاقَ، ولعلَّهم لم يكتُبوا الهَمزةَ ألفاً فتَرَك بعضُهم ذِكرَها جَهلاً.
وقوله:«ليس بالمُجمعِ عليه ولا المُوطَّأ» مهمُوز يعني المُتفقَ عليه، وعليه سُمِّي كتاب «المُوطَّأ» أي: المُتفَق على حَديثِه وصِحتِه، وقيل: إنَّما سُمِي «المُوطّأ» من التَّوطِئةِ، وهو التَّدليلُ والتَّليُّن والتَّسهيلُ؛ لأنَّه ممهِّد مُسهَّل بحُسنِ التَّصنيفِ وتَرتيبِ التَّأليفِ، وتَسهيلِ المَطلبِ لما يُرادُ عليه الوُقوفُ منه، وقد تُسهَّل الهَمزة فيقال: الموطى ويُكتَب بالياء.
وقوله:«أَوْطَأْنَاهُم»[خ¦٣٠٣٩]، و «يُواطِئنَنِي» كلُّه من المُوافقةِ.
٢٣٦٩ - (و ط ب) قولها: «والأَوطابُ تُمْخَضُ»[خ¦٥١٨٩] جمع وَطْب، وهو سِقاءُ اللَّبن خاصَّة، وجمعُه على أوْطاب من الشَّاذِّ؛ لأنَّ فَعلَاء لم يأتِ على أفعال إلَّا نادِراً وبابه فِعالٌ، وقد جاء في بَعضِ الرِّواياتِ في مُصنَّف النَّسائيِّ:«والوِطابُ» على الأصلِ، وكذا ذكَره ابنُ السِّكِّيت في بَعضِ نُسخِ الألفَاظِ، وكذا كان في كتابِ شَيخِنا أبي عبد الله بنِ سُليمانَ أصل خالِه غانمِ بنِ الوَليدِ اللُّغويِّ.