الوادي، وهي أيضاً ما انهبَطَ من الأرض كالرَّحبةِ، والجمعُ تِلاع.
٢٥٠ - (ت ل و) وقوله في حَديثِ المَلكَين: «لا دَرَيتَ ولا تَلَيتَ»[خ¦١٣٣٨] كذا الرِّوايةُ عندَنا هنا بفتح التَّاء واللَّام، قيل: معناه لا تلَوْتَ يعني القُرآنَ؛ أي: لم تَدرِ ولم تتلُ؛ أي: لم تَنتَفِع بدِرايَتِك وتِلاوَتِك، كما قال تعالى: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى﴾ [القيامة: ٣١] أي: لم يصدِّق ولم يصلِّ، كذا قاله لي أبو الحُسينِ، ورَّد قولَ الأنباريِّ فيه وغَيرِه، وقيل: معناه لا تبِعْتَ الحقَّ، قاله الدَّاوُديُّ وقيل: لا تبِعْت ما تَدرِي، قاله ابنُ القزَّاز، وقيل: هو على عادَة العرَبِ في أدعِيَتها الَّتي تدعم بها كلامها كما تقدَّم.
قالوا: والواو هنا الأصلُ فحوِّلت ياءً لإتباع «دَرَيت»، وقال ابنُ الأنباريُّ:«تليت» غلطٌ، والصَّوابُ:«أَتلَيت» يدعُو عليه بأنْ لا تُتلَى إبله؛ أي: لا يكُون لها أولاد تتلُوها؛ أي: تتبِعُها، وهذا مَذهَب يونسَ بنِ حَبيبٍ، قال ابنُ سِرَاج: وهذا بعيدٌ في دُعاءِ المَلكَين للميِّت.
قال القاضي ﵀: ولعل ابنُ الأنباريِّ أرادَ أنَّ هذا أصلُ هذا الدُّعاء، ثمَّ استُعمِل كما استُعمِل غيره من أدعِيَة العَربِ.
قال أبو بَكرٍ: والوَجهُ الثَّاني: أن يكون «ائْتَلَيْتَ»؛ أي: لا دَرَيت ولا استَطَعت أن تَدرِيَ، يقال: ما آلوه؛ أي: ما أستَطِيعه، وهذا مَذهَب الأصمعيِّ، وقال الفرَّاءُ مِثلهُ، إلَّا أنَّه فسَّره: ولا قصَّرت في طلَب الدِّراية فيكون أشْقَى لك، من قولهم: ما آلوت، أي: ما قصَّرت، وذكر أبو عُبيٍد فيه أيضاً ولا آليت كأنَّه من آلوت؛ أي: استَطَعتُ.
قال القاضي ﵀: قد بيَّنا من صِحَّة المَعاني الَّتي توافق الرِّواية ما لا يحتاج معه إلى ما قالَه أبو بَكرٍ، والمُوفِّق الله.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«فلما أُتْلِي عنه» تقدَّم في حَرفِ الهَمزةِ والتَّاء.
وقوله في حَديثِ زُهيرِ بنِ حَربٍ:«ما من مَولُود إلَّا تَلد على الفِطْرة» كذا رواه السَّمرقَنديِّ، وللجُمهورِ «يولد»[خ¦١٣٥٨] كما في سائرِ الأحاديثِ، وهي لُغَة في وُلِد، قال الحربيُّ: وُلِد وتَلِد بمعنًى، ويكون أيضاً على إبدالِ الواو تاءً لانضِمامِها.
التَّاء مع الميمِ
٢٥١ - (ت م ت) وقوله: «فيه تَمتَمَة»[خ¦٣٣٩٢] هو خطَأ اللِّسان وترَدُّده إلى لَفظٍ كأنَّه التَّاء والمِيمِ، وإن لم يكن بيِّناً، وكذلك إذا كان تردُّده في هذَين الحرفَين، واسم الرُّجل منه تَمتَام، وقال ابنُ دُريدٍ: هو ثِقَل