وقوله:«هل تحسُّ فيها من جَدْعاء»[خ¦١٣٥٨]، وذكر ناقةَ النَّبيِّ ﷺ فقال:«هي الجَدْعاءُ»[خ¦٤٠٩٣] أي: المقطوعةُ الأُذُن، و «جِيء بأَبي يومَ أُحدٍ مُجدَّعاً» أي: مقطوعَ الأنفِ والأُذنين، قال الخليلُ: الجدْع: قَطع الأنفِ والأذنِ.
٣٣٤ - (ج د ى) قوله: «أجدى على الأيَّام» أي: أنفَع، وقد ذكرناه والخلاف فيه في حرف الألف.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«ومنها أَجادِبُ أَمسكتِ الماءَ» كذا رويناه في الصَّحيحَين [خ¦٧٩] بدالٍ مهملةٍ بغير خلاف؛ أي: أرضٍ جَدْبةٍ غيرِ خِصْبةٍ، قالوا: هو جمعُ جَدْب على غيرِ قياس، وكان القياس لو كان جمع أَجْدَب، لكنَّهم قد قالوا: محاسنُ: جمعُ حُسْنٍ، وكان قياسُه: أن يكون جمعَ مَحْسَن، وكذلك مَشابِه: جمع شِبْه، وقياسُه مَشْبَه، قال الأصمعيُّ: الأجادِبُ من الأرض: ما لم تُنبتِ الكَلأ، وقد روى بعضُهم هذا الحرف:«أجاذِب» بالذَّال المعجمة، وكذا ذكره الخَطَّابيُّ، وقال: هي صِلابُ الأرض التي تُمسِك الماءَ، وقاله بعضُهم:«أحازب» بالحاء والزَّاي، وليس بشيءٍ، ورواه بعضُهم:«إِخَاذات» بكسرِ الهمزةِ بعدَها خاءٌ مفتوحةٌ خفيفةٌ، وبين الألفين ذالٌ معجمةٌ، وآخره تاءُ الجمع المؤنَّث، وكذا رواه أبو عُبيدٍ الهرويُّ: هي جمع: إِخاذَة، وهي: الغُدران التي تُمسِك ماءَ السَّماء، وقد رواه بعضُهم:«أجارد» أي: مواضعُ منْجَردةٌ من النَّبات، جمعُ: أجردَ.
وقوله:«ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»[خ¦٨٤٤] أكثرُ الرِّواية فيها بفتح الجيم؛ أي: البختُ والحظُّ والعظمةُ والسُّلطانُ، وقيل: الغِنى والمال، كقوله: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ [الشعراء: ٨٨]، والكلُّ متقاربُ المعنى، وقد رواه بعضُهم بكسر الجيم، من الاجتهاد، وقيَّدناه بالوجهين عن بعضِ شيوخِنا؛ أي: لا ينفع جِدُّه وحرصُه في أمورِ دنياه ممَّا كُتِب له وقُدِّر عليه، وأنكَر أبو عبيدٍ الكسرَ.
وفي تفسير قوله: ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾ [القلم: ٢٥]: حَرَدٍ في أنفسهم: «أي: قصدٍ»، وهو قولُ الفرَّاء، كذا رواية الأصيليِّ، وعند غيرِه:«جِدٍّ»[خ¦٦٥/ ٦٨ - ٧٢٤٣] وهو قولُ غيرِ الفرَّاء؛ أي: جِدٍّ في المنع.
وفي حديثِ أُحُدٍ:«لَيرينَّ الله ما أُجِدُّ»[خ¦٤٠٤٨] كذا للأصيليِّ رُباعيٌّ، وللقابسيِّ:«أَجُدُّ»