في حديث مسلم عن يحيى بنِ يحيى:«ثمَّ قال للحلَّاق: جُدَّ» كذا لبعضهم بجيمٍ ودالٍ مهملةٍ مشدَّدةٍ، وصوابُه ما للجماعة:«خُذْ» بالخاءِ والذَّالِ المعجمتين.
وفي حديثِ الهجرة:«واتَّبَعَنا سُرَاقةُ ونحن في جُدَدٍ من الأرضِ» كذا للعُذريِّ، وعند السَّمرقنديِّ والسِّجزيِّ:«جَلَدٍ» باللَّام ومعناهما متقاربٌ، وفي البخاريِّ مثلُه، أو «في جَلَد من الأرض، شكَّ زهيرٌ»[خ¦٣٦١٥] الجَلَدُ: الصُّلبُ الشَّديدُ من الأرض، والجُدَد: الخَشِنُ منها أيضاً، ويكون المستوِي أيضاً، وهو هنا الخَشِن الصُّلبُ.
وفي بناء الكعبةِ في حديثِ سعيدِ بن منصورٍ:«سألتُ رسولَ الله ﷺ عن الجَدْر أمِنَ البيتِ هو؟»، وكذا:«أن أُدخِل الجَدْر في البيت» بفتح الجيمِ وسكونِ الدَّال المهملةِ منهما، كذا في الصَّحيحين [خ¦١٥٨٤]، زاد في الأصلِ مسلمٌ في رواية السَّمرقنديِّ والسِّجزيِّ:«لعلَّه الحِجْرُ» والصَّواب ما في الأصل، وكذا في جامع البخاريِّ وغيرِه:«الجَدْر» أي: أصلُ الجِدار القديمِ وبقيَّةُ الأساس، وليس هو الحِجْرَ كلَّه، ألَا تراه قال في سائرِ الأحاديثِ:«ولأَدخلتُ فيها من الحِجْر»، ومنه قوله في فضلِ مكَّة:«سألتُ النَّبي ﷺ عن الجَدْر»[خ¦١٥٨٤]، وعند المستملي:«الجِدَار أمن البيت هو؟ قال: نعم».
وقوله في حديث أبي بكرٍ:«فغضِبَ … وجَدَّع وسبَّ» كذا للجُرجانيِّ وأبي ذرٍّ وجمهورِ رواةِ البخاريِّ، وكذلك رواه مسلم [خ¦٦١٤١] بفتح الجيم وتشدِيد الدَّال، وعند المروزيِّ في باب:(قول الضَّيف لصاحبه): «لا آكلُ حتَّى تأكلَ، وجزِعَ» بالزَّاي، وهو وهمٌ، والصَّواب الأوَّل، وهو المعروفُ في الحديث وقد تقدَّم تفسيره. [ج د ع]
وقوله في حديثِ جابرٍ:«فلمَّا حضَر جِدادُ النَّخلِ»[خ¦٢٧٨١] كذا عند القابسيِّ، وعند غيرِه:«جَزازُها» وهما بمعنًى، ومثلُه: الجزالُ والجزازُ والجزار -باللام آخراً وبالزَّاي والرَّاء- والقطاعُ، والصِّرامُ، والجرامُ، يُقال في جميعِها بالفتح والكسر.
وفي (باب هل يستأسِر الرَّجل؟)[خ¦٣٠٤٥]، وفي (باب فضل مَن شَهِد بدراً)[خ¦٣٩٨٩] قولُه: «وأمَّر عليهم عاصمَ بنَ ثابتٍ الأنصاريَّ جدَّ عاصمِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّاب» كذا وقع هنا، قال بعضُهم: هذا وهمٌ، إنَّما هو خالُ عاصمٍ لا جدُّه، وإنَّما جدُّه ثابت: أبو أمه، وأُمُّ عاصمِ