يَحِلَّ» [خ¦١٧٠٩] كذا لرُواة البُخاريِّ وغَيرِهم، وعند الأَصيليِّ والقابِسيِّ:«لم يَحِلَّ»، وهو وهمٌ.
وفي قَضاءِ المُتطوِّع في «المُوطَّأ» لابنِ شِهابٍ: «أنَّ عائشةَ وحفصةَ» كذا للرُّواةِ، وعند ابنِ المُرابطِ:«عن عائشةَ وحَفصَةَ»، والحديثُ على الوجهَين مُرسَل.
قوله في كتابِ مُسلمٍ في (باب وَيلٌ للأعْقابِ من النَّار): «عن سالمٍ مَولَى شدَّادٍ كنتُ أنا معَ عائشةَ» كذا للأَسديِّ والصَّدفيِّ من شيُوخِنا، وكان عند التَّميميِّ والخُشنيِّ منهم:«كنتُ أبايِعُ عائشةَ»، وهو الصَّحيحُ، وقد جاء مُبيَّناً في حديثٍ آخَر:«كنتُ أبايِعُ عائشةَ وأدخُلُ عليها وأنا مكاتَبٌ» وذكَر الحديثَ.
الهَمزةُ مع الصَّادِ
٧٥ - (أ ص ب) قوله ذُكِر في غَيرِ حَديثٍ: «الإِصْبَع»[خ¦٣٤٤] وفيه لُغاتٌ عَشر، لُفِظ بها على جميع وجُوه النُّطق بلَفظِ أفعل فعلاً واسماً، وذلك تِسعة وجوه؛ كسر الهمزة مع كسرِ الباء وضمِّها وفَتحِها ثلاثة، وكذلك مع فتحِ الهَمزةِ ومع ضمِّها، والعاشرةُ أُصبُوع بواو مع ضمِّها، كذا ذكَر صاحِبُ «اليواقيت».
وقوله:«يضَعُ السَّماواتِ على إِصبَع»[خ¦٧٤٥١] الحديثَ، قيل: الإصْبع صِفةٌ سَمعِية لله تعالى لا يقال فيها أكثَر من ذلك كاليد، وهذا مَذهَب الأشعريِّ وبَعضِ أصحابه، وقد يحتَمِل أن يكون إصبعاً من أصابعِ مَلائكَتِه، أو خَلقاً من خَلقِه سمَّاه إصبعاً، وقيل: هي كِنايةٌ عن القُدرةِ وعن النِّعمةِ، وقيل: قد يكون المُرادُ ضَربَ المَثلِ من أنَّه لا تعَبَ عليه ولا لغُوبَ في إظْهارِ المَخلُوقات كلِّها ذلك اليوم، وأنَّه في حقِّنا كمن يَخِفُّ عليه ما يحمله بإصبعه كما قال تعالى: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ [ق: ٣٨].
وأمَّا قولُه في الحَديثِ الآخَر في أَخْذ الله السَّماواتِ وقَبْضِها وقوله:«أنا المَلِكُ، ويقبِضُ أصابِعَهُ ويبسُطُها» ففاعل هذا النَّبيُّ ﷺ بيَدِه، وبقِيَّة الحديثِ يدُلُّ عليه، فلا يُحتاج إلى تَأويلٍ أكثرَ من تمثِيلِه بَسط السَّماوات والأرَضِين وقَبضِهما بذلك.