للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا صفةَ ذاتِه، ولا يكون بمعنى هو نورٌ، ويُفهَم منه ما يُفهَم من اسم الأجْسام المنيرة اللَّطيفة، فإنَّ الله تعالى يَتنزَّه عن ذلك، وأنْ يُعتقَد أنَّه يَنفصِل منه نورٌ من ذاته، فكلُّ هذا صِفةُ المُحْدَثين، بل هو خالق كلِّ نورٍ ومنوِّرُ كلِّ ذي نُورٍ، كما أنَّ ذاته لا يحجبها شيءٌ إذ ما يدخُل تحت الحجابِ من صِفات الأجْسامِ والمَخلُوقات، وإنَّما هو تعالى يحجب أبصار العباد عن رُؤيتِه كما قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥]، ويكشِفُ الحُجُب إذا شاء لمن أراد من ملائكته وأنبيائه وأوليائه وللمؤمنين في الجنَّة.

وفي (باب غَزوَةِ الفَتحِ): «ثمَّ دَعَا بإناءٍ مِنْ ماءٍ فشَرِبَ» [خ¦٢٤٧٩] كذا لجَميعِهم، وعند الجُرجانيِّ: «بماءٍ مِنْ ماءٍ» وهو وهمٌ، لكنَّه قد يمكن أنَّه من ماءٍ من مياه العَربِ فاستَدعَى منه ما يشربه، فتصِحُّ الرِّواية، لاسيما مع قوله في الحَديثِ الآخَر: «حتَّى إذا بلَغَ الكَدِيدَ وهو ماءٌ بين عُسْفَانَ وقُدَيدٍ» [خ¦٤٢٧٥]، وإن كانت الأُولى لا شكَّ هي الصَّحيحةُ؛ لقوله في سائر الأحَاديثِ: «بإناء»، وقوله في بَعضِها: «بإناءٍ مِن لبَنٍ أو ماءٍ» [خ¦٤٢٧٧].

قوله في (بابِ التَّمتُّع والقِران) في حَديثِ عثمانَ عن جريرٍ: «يرجِعُ النَّاسُ بحَجَّةٍ وعُمرةٍ وأرجِعُ أنا بحَجَّةٍ؟» [خ¦١٥٦١] كذا لابن السَّكنِ وأبي ذرٍّ، وللبَاقِين: «وأَرجِعُ لي بحَجَّةٍ؟»، والوَجهُ الأوَّلُ.

وفي (بابِ الرَّمَل في الحجِّ): «ما أنا وللرَّمَلِ؟» كذا للقابِسيِّ، وللجُمهورِ: «ما لَنَا» [خ¦١٦٠٥] وهو الوَجهُ.

وقوله: «فَحَمِيَ معقِلٌ مِن ذلكَ أنْفاً» كذا ضبَطْناه بسُكون النُّون؛ أي: اشتدَّ غيظاً وامتَلأ غضَباً، وذلك يظهَر في أَنْف الغَضْبان، ويُستَعمل بذكر الأنفِ، ويقال للمُتغيِّظ: ورِمَ أَنْفُه وتمعَّر وتمزَّع أَنْفه، ورواه بعضُ الرُّواة: «آنِفاً» بمَدِّ الهَمزةِ وكسر النُّون، وهو خطأ لا وَجْه له، وإنَّما اسمُ الفاعلِ منه أَنِفٌ مَقصُور، ويصِحُّ أن يكون: «أَنَفاً» [خ¦٥٣٣١] بفتح النُّون، وهو بمعنَى حميَّةً وغضَباً، كما قال في آخِر الحديثِ: «فتَرَكَ الحَمِيَّةَ».

وفي حَديثِ عبدِ الرَّحمن بنِ الزَّبيرِ: «فشَكَتْ إليها وإنَّ بها خُضْرَةً بجِلْدِها» كذا للنَّسفي، وفي أصلِ الأَصيليِّ وعند المَروَزيِّ وأبي ذَرٍّ: «وأرَتْها خُضْرَةً بجِلْدِها» [خ¦٥٨٢٥]، وهو الصَّوابُ.

وفي (بابِ ما يُؤكَل من البُدْنِ): «أمَرَ رسُولُ الله مَن لم يكُنْ معَهُ هَدْيٌ … أنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>