٦٤٨ - (خ ض ب) قوله: «فأُتيَ … بمِخضَبٍ»[خ¦١٩٥]، و «أجْلسُوني في مِخضَبٍ»[خ¦١٩٨] بكسرِ الميمِ، هو شِبهُ الإجَّانةِ، وهي القِصْريَّةُ تُغسَلُ فيها الثِّيابُ، قال أبو حاتمٍ: وهي المِركَنُ، وقد جاءَ ذِكْرُه في بعضِ الرِّواياتِ فقال:«رَكوةٌ» وهو قريبٌ، قالَ الخليلُ: الرَّكوةُ: شِبهُ تَوْرٍ من أَدَمٍ، وجمعُه: رِكاءٌ، وقد جاءَ في الحديثِ الآخرِ:«فأُتيَ بمِخْضَبٍ من حِجارةٍ … فصَغُرَ أن يبسُطَ يدَه فيه»[خ¦١٩٥] وهذا يدلُّ أيضاً أنَّه قد يُسمَّى به ما صَغُرَ من ذلك كالتَّورِ والقَدَحِ، لكن إذا كانَ واسعاً شِبْهَ الإجَّانةِ، كما جاءَ في الحديثِ بنفسِه:«فأُتيَ بقَدَحٍ رَحْراحٍ»[خ¦١٩٩] أي: واسعٍ.
وقوله:«حتَّى خضَبَ دمعُه الحصَى» * [خ¦٣٠٥٣] يُقال: خضَبَ وخضِبَ: بالفتحِ والكسرِ، وهذه استِعارةٌ في الدَّمعِ والحصَى، وأصلُه في الشَّعَرِ والصَّبغِ بالحُمْرةِ.
٦٥٠ - (خ ض ر) وقوله: «نهَى عن بيعِ المخاضَرةِ» * [خ¦٢٢٠٧] قال أبو عُبيدٍ: هو بيعُ الثِّمارِ قبلَ بُدوِّ صلاحِها وهي خُضْرٌ، وقد جاءَ مُفسَّراً بمثلِه في الحديثِ.
وقوله:«إلَّا آكِلةَ الخَضِرِ» كذا هو في أكثرِ الأحاديثِ والرِّواياتِ بكسرِ الضَّادِ، وعندَ العُذريِّ في حديثِ أبي الطَّاهرِ:«الخَضِرةِ»[خ¦٦٤٢٧] بزيادةِ تاءٍ، وعندَ الطَّبريِّ وبعضِهم:«الخُضْرةِ» بضمِّ الخاءِ وسكونِ الضَّادِ.
وكذلك قوله:«إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ»[خ¦١٤٧٢] بفتحِ الخاءِ وكسرِ الضَّادِ، كذا وقعَ أيضاً للأَصيليِّ بزيادةِ التَّاءِ في كتابِ الوصايا وكتابِ الخمُسِ، وفي غيرِ هذا الموضعِ:«خَضِرٌ حُلوٌ»[خ¦٢٧٥٠] بغيرِ تاءٍ، والخَضِرُ -بكسرِ الضَّادِ- منَ النَّباتِ: الرَّخْصُ الغَضُّ، قال الأزهريُّ: والخَضِرُ هنا: ضَرْبٌ منَ الجَنْبةِ، والجَنْبةُ ما له أصلٌ غامضٌ في الأرضِ، فالماشيةُ تشتَهيه وتُكثِرُ منه؛ لأنَّه يبقَى فيه خُضْرةٌ ورُطوبةٌ بعدَ يُبْسِ البُقولِ وهَيجِها، واحدتُه: خَضِرةٌ، وكذلك قولُه في المال:«خَضِرةٌ حُلوةٌ» أي: ناعمٌ هنِيءٌ مُشتهًى، يَشتَبهُ بالمراعي الشَّهيَّةِ للأنعامِ، وعلى روايةٍ:«خُضْرَةٌ» فعلى معنَى تأنيثِ الدُّنيا؛ أي: الفِتنةُ بها، أو تأنيثِ المشبَّهِ به كما تقدَّمَ؛ أي: كالخُضْرةِ، وقال ثابتٌ: معناه أنَّ المالَ شَهِيٌّ كالبَقلةِ الخَضِرةِ إلى المالِ يأكلُها، وقال أيضاً: الخَضِرةُ: البَقلةُ الخضراءُ التي تملَّتْ منَ الرِّيِّ، أو يكونُ على الوصفِ على التَّذكيرِ لمعنَى فائدةِ المالِ، كأنَّه