وقد ذكرناها في حرفِ الدَّالِ والاختلافَ في ضبطِها، وسُمِّيت غزوةَ العُسرَةِ؛ لمشقَّةِ السَّفرِ فيها حينئذٍ، وعُسرِه على النَّاسِ؛ لأنَّها كانت زمنَ الحرِّ، ووقتَ طيبِ الثِّمارِ، ومفارقةِ الظِّلال، والسَّفرُ في الحرِّ يشُقُّ ويعسُر، وكانت كما قال في الحديثِ:«في مَفَاوِزَ صَعبةٍ، وسفرٍ طَويل، وعدوٍّ كثيرٍ»[خ¦٤٤١٨].
١٦٨٦ - (ع س ل) قوله: «حتَّى تَذُوقِي عُسيلَته ويَذوق عُسيلتَك»[خ¦٢٦٣٩] بضمِّ العينِ؛ تصغيرُ عَسَلٍ؛ هي كنايةٌ عن لذَّةِ الجماعِ، وأنَّث العسلَ في تصغيرِه وهو مُذَكَّر؛ كأنَّه أرادَ قطعةً منه، وقيل: بل أُنثَ على معنى النُّطفةِ، وقد قيل: إنَّ العسلَ يُؤنَّث أيضاً ويُذكَّر.
١٦٨٧ - (ع س ف) قوله: «كان عَسِيفاً»[خ¦٢٦٩٥] فسَّرَه مالكٌ؛ قال:«العَسيفُ الأجيرُ»[خ¦٦٦٣٣] ومنه: «النَّهيُ عن قتل العُسَفاءِ» يعني الأجراءَ في الحربِ.
١٦٨٨ - (ع س س) قوله: «فأمر لي بعُسٍّ»[خ¦٥٣٧٥] بضمِّ العينِ؛ هو القَدَحُ الكبيرُ.
١٦٨٩ - (ع س ى) قوله: «هل عَسَيتَ إن فعلتُ بك كذا»[خ¦٨٠٦] بمعنى: رجوتَ، وعسَى بمعنَى: لعلَّ للتَّرجِّي، يقال بكسرِ السِّين وبفتحِها، وقُرِئ بالوجهَين في كتابِ الله تعالى: ﴿هَلْ عَسَِيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ﴾ [البقرة: ٢٤٦] بمعنى لَعلّكُم ورَجَائكُم.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهم قوله في المِنحةِ:«تغدو بعُسٍّ وتروحُ بعُسٍّ» كذا لشيوخِنا، بعينٍ مهملةٍ مضمومةٍ وسينٍ مهملةٍ؛ وهو القَدَحُ الكبيرُ، وعندَ السَّمرقنديِّ وبعضِهم فيهما:«بعَشاء» بفتحِ العينِ وشينٍ معجمةٍ ممدوداً، وهو خطأٌ، وإنَّما جاءَ من روايةِ الحُميديِّ في غيرِ الأمِّ:«بعَساءٍ» بسينٍ مهملةٍ، وفسَّره الحميديُّ: بالعُسِّ الكبيرِ، وهو من أهلِ اللِّسانِ، ولم يعرِف أهلُ الُّلغة ذلك إلَّا من قِبَلِه، وضبطناه على القاضي أبي عبدِ الله التميميِّ، عن أبي مروانَ بن سراجٍ في هذا الحرفِ، بكسرِ العينِ وفتحِها معاً، ولم يقيِّده الجَيَّانيُّ عنه إلَّا بالكسرِ وحدَه.
وقوله:«في عسكرِ بني غنمٍ مَوكِبِ جِبريلَ» كذا للجرجانيِّ، وهو وهمٌ، وصوابُه ما للجماعةِ:«سِكَّةِ بني غَنْم»[خ¦٣٢١٤].
وفي قراءةِ النَّبيِّ ﷺ في حديثِ جابرِ ابنِ سَمُرَةَ:«كان يقرأُ في الظُّهر بِـ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾»[التكوير: ١٧]، كذا للطَّبريِّ، ولغيرِه:«بـ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾»[اللَّيل: ١] وهو المعروفُ في الحديثِ والصَّوابُ فيه.