للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُشدَّدةٌ مفتوحةٌ، كذا رواه عامَّةُ شيوخِنا فيهما، وهو المعروفُ المشهورُ والذي ذكَره أصحابُ الغَريب والشَّارحُون؛ أي: يتَخاصَمان في حقٍّ يطلُبه أحدُهما من الآخَر، وقد ذكَره مسلمٌ في بعضِ طرُقه مُفسَّراً: «يَختَصِمانِ»، ورواه بعضُ الرُّواة: «يَحْنِقان» بنونٍ مكسورةٍ وتخفيفِ القاف، من الحَنَق والغَيظ، وليس بشيءٍ.

وفي حديث: بنتِ حمزةَ: «فقال عليٌّ: أنا أحقُّ بها» كذا لابنِ السَّكن، ولسائرِ الرُّواة: «أنا أَخَذْتُها» [خ¦٤٢٥١]، وهذه الرِّوايةُ عندي أبيَنُ؛ لقوله في أوَّل الحديث: «فأخَذَها عليٌّ وقال لفاطمةَ: دونكِ بنتَ عَمِّك»، وكذا جاء في كتاب الشُّروط للجَميع.

قوله: «المسلمُ أخو المسلمِ» إلى قوله: «ولا يَحقِرُه» كذا رواه السَّمرقنديُّ والسِّجزيُّ: بالحاء المهملة والقاف، من الحُقْرةِ؛ أي: يستَصغِرُه ويُذِلُّه ويتَكبَّر عليه، ورواه العُذريُّ: «ولا يُخْفِره» بالخاءِ المعجمة والفاءِ وضمِّ الياء أوَّلَه؛ أي: لا يَغدِرُه ويَخونُه، يُقال: خَفَرتُ الرَّجل أجَرتُه وأمَّنْتُه، وأخْفَرتُه لم أفِ له وغَدَرتُه، وكذلك الخلافُ في آخِر الحديث: «بحَسْب امرِئٍ من الشَّرِ أن يَحقِرَ أخاه» على ما تقدَّم للرُّواة، والصَّوابُ أن يكون من الاستِحقار هنا، وهو المروِيُّ في غيرِ مسلم، ورواه غيرُه: «يَحْتقِر».

وتقدَّم الخلافُ في قوله: «وأحقَبَها خلْفَه» * [خ¦١٥١٨] في موضِعِ شرحِه من هذا الحرف.

الحاء مع السِّين

٥٤٠ - (ح س ب) قوله: «حَسْبيَ» [خ¦٣٤٦٦]، و «حَسْبُك» [خ¦٩٥٠]، و «حَسْبُنا كتابُ الله» [خ¦٤٤٣٢] بسكونِ السِّين؛ أي: كفانِي وكفاك، و «﴿حَسبَكَ الله﴾ [الأنفال: ٦٢]» [خ¦٥٨/ ١٥ - ٤٩٥٠] كافِيكَ الله، و «حَسْبُه قراءةُ الإمامِ» أي: كافِيَتُه، و «لقد شهِدَ عندَك رَجلانِ حَسبُكَ بهما» [خ¦٤٣٢٧] أي: يكِفيك ما تُريدُ بشَهادتِهما، وأحسَبَني الشَّيءُ: كفانِي، قال سيبويه: معنَى (حسب) معنى (قطّ): الاكتِفاءُ.

و «﴿يومَ الحِسابِ﴾» [ص: ١٦] [خ¦٩٣/ ١٦ - ١٠٦٢٢] يومُ المساءَلَة وحسابِ ما اجتَرحَتِ الأيدي واكتَسبَته النُّفوس، يُقال منه: حسَب يحسُب -بالفتحِ في الماضي والضَّمِّ في المستقبَل- حِساباً، وحُسباناً بالضَّمِّ، ومنه: «إنَّا أُمَّة أُمِّيةٌ لا نَحسُب ولا نَكتُب»، ومنه قولُه في سِنِيِّ النَّبيِّ : «أَتحسُبُ» بالضَّمِّ، ومنه في حديثِ ابنِ عُمر في الطَّلاق: «أَفحَسَبْتَ بتلك التَّطليقةِ» كلُّه من الحِساب، ويُروَى: «أَفاحتَسَبْتَ بها» كلُّه بمعنًى، ومنه: احتِسابُ الأجْرِ، وما جاء في الحِسبةُ في المصِيبة.

و «تَحتَسِبون آثارَكم» [خ¦٦٥٥]، و «لا يموتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>