كذا عند الطَّبريِّ من الإثبات، وعند غَيرِه:«ليَثْنِيَنَّهُما» من التَّثنِية؛ أي: يجمعهما معاً، وكذا للعُذريِّ إلَّا أنه عنده:«أو ليُثَنِّيَهُما» دون نُونٍ مُشدَّدة آخراً، وهما بمعنًى.
وفي (باب النَّومِ قَبلَ العِشَاءِ): «فاستَثبَتُّ عَطاءً كيفَ وضَع النَّبيُّ ﷺ يدَه على رَأسِه»[خ¦٥٧١] كذا لهم، وعند ابنِ السَّكنِ:«فاستَفتَيتُ»، والأوَّل الصَّوابُ.
وفي تَفسيرِ سُورةِ الفَتحِ:«قَوَّاهُ بأصْحابِه كما قَوَّى الحبَّةَ بما نبَت منها»، ويُروَى:«ينبُت»[خ¦٦٥/ ٤٨ - ٧٠٩٥] على الاستِقْبال، كلُّه من النَّبات بالنُّون، وعند القابِسيِّ:«يثبُت» من الثَّباتِ، وليس بشَيءٍ.
وفي (باب النَّعلِ في حَديثِ أنسٍ ﵁: «فقال ثابتٌ البُنانيُّ: هذه نَعلُ رَسولِ الله ﷺ»[خ¦٥٨٥٨] كذا لأبي ذَرٍّ والقابسيِّ، وعند الأصيليِّ:«فقال: يا ثابِتُ هذه نَعْل رَسولِ الله ﷺ»، وهو الصَّوابُ.
الثَّاء مع الجِيمِ
٢٧٦ - (ث ج ج) قوله: «فثجَّت فبَالَت» كذا قيَّدنا هذا الحَرفَ في حَديثِ أبي اليَسَرِ الطَّويلِ آخر «صحيح مسلم» عن شيُوخِنا من رِوَاية العُذريِّ بثاء مُثلَّثة وجيمٍ مُشدَّدة، ورَوَيناه من طريقِ الفارِسيِّ وابنِ ماهانَ:«فَشَجَتْ» بشينٍ مُعجَمة وتخفيفِ الجيمِ، قالوا: وهو الصَّوابُ، والفاء أصلِيَّة.
قال الجَيَّانيُّ فيما رواه لنا عنه القاضي أبو عبدِ الله التَّميميُّ: صَوابه «فَفَشَجَتْ»، وهو يُصحِّح رِوايَة ابنِ ماهانَ والفارسيِّ، وكذا ذكَر الحرفَ صاحبُ «الغرِيبَين» والخَطَّابيُّ.
ومعنَى ذلك تفاجت؛ أي: فتحت فخذيها لتبُولَ، وأنكَر بعضُهم الجيمَ في هذا، وقال: إنَّما هو «فشحت» بالحاء.
ووجَدتُ أيضاً عن الجَيَّانيِّ أنَّ صَوابَه:«فشجنت» مِثله ونون بعدَ الجيمِ، وقيل: لعلَّه بمعنَى توقَّفت وأمْسَكت عن المَشيِ للبَولِ، ومنه قولهم:(الحديثُ ذو شُجُون) إنَّما لتَمسُّك بَعضِه ببَعضٍ، ولا يبعُدُ صَواب الرِّواية الأولى؛ أي: صبَّت بولها، والثَّجُّ الصَّبُّ، ومنه في حَديثِ المُستحاضَة:«أثجُّه ثجَّاً» تعني الدَّمَ؛ أي: أصبُّه صبّاً.
الثَّاء مع الخَاءِ
٢٧٧ - (ث خ ن) قولها: «أَنْ أَثْخَنْتُهَا غَلَبَةً» أي: بالَغتُ فيما جاوَبتُها به وأكثَرتُ عليها وأثقَلْتها، ويُروَى:«أنحَيتُها»، ويُروَى:«ألحيتها».