قوله:«يتَخوَّلهم بالموْعِظة»[خ¦٦٨]، و «أتخوَّلكم بالموعظةِ»[خ¦٧٠]، و «يتَخوَّلنا» معناه: يتَعاهدُنا، والخائلُ: المُتعاهدُ للشَّيءِ المُصلِح له، وقال ابنُ الأعرابيِّ: معناه: يتَّخِذُنا خَوَلاً، وقيل: يُفاجِئُنا بها، وقيل: يُصلِحنا، وقال أبو عُبيدةَ: يُذلِّلنا، يُقال: خوَّله الله لك؛ أي: سَخَّره لك، وقيل: يَحبِسُهم عليها كما تَحبِس خَوَلَك، قال أبو عُبيدٍ: ولم يعرِفْها الأصمعيُّ، قال: وأظنُّها يتَخوَّنُهم بالنُّون؛ أي: يتَعهَّدُهم، وقال أبو نصرٍ: يتخوَّنُ مثلُ يتَعهَّد، وقال أبو عَمرٍو: الصَّواب: يتَحوَّلهم بالحاءِ؛ أي: يَطلُب حالاتِهم وأوقاتَ نشاطِهم.
وقوله:«خُوْزاً وكرمانَ»[خ¦٣٥٩٠] كذا هو: بضمِّ الخاء وسكونِ الواوِ وفتحِ الزَّاي على الإضافةِ، وهي روايةُ الكافَّة، والخُوزُ جيلٌ من العَجَمِ، و «كرمانُ» مدينةٌ تُقال بفتحِ الكافِ وكَسرِها، وسنذكُرها في الكافِ، ومثلُه للمرزويِّ إلَّا أنَّه لم يَصرِف «خُوزاً»، ورواه الجُرجانيُّ:«خُورَ كرمان» بالرَّاء المُهملةِ وحذفِ الواوِ، وقال بعضُهم: و «خُور» بالرَّاء: من أرضِ فارسَ، قال الدَّارقطنيُّ: إنَّ الزَّايَ والإضافةَ هو الصَّواب، وحكاه عن أحمدَ ابنِ حنبلَ، وأمَّا غيرُه صحَّف فيه، وقال بعضُهم: إذا أضَفْتَ إلى «كَرمانَ» فالصَّوابُ الزَّاي، وإذا عَطَفْت صحَّت الرَّاء.
وفي روايةِ القابسيِّ في الجام:«مُخوَّضٌ بالذَّهبِ» بالضَّاد المُعجمةِ، وهو بعيدٌ، والمعروفُ في الرِّوايةِ والمعنَى ما تقدَّم أوَّلَ الحرفِ.
الخاءُ مع الياءِ
٦٧٧ - (خ ي ب) تقدَّم ذِكْرُ: «الخَيْبةِ».
٦٧٨ - (خ ي ر) قوله: «أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ»[خ¦١٢٦٩] بكَسرِ الخاءِ، هو مصدرُ اختارَ، وهو بكَسرِ الخاءِ وفتحِ الياءِ، كذا قاله الأصمعيُّ، وأنكرَ سكونَ الياءِ، وقال غيرُه: بالسُّكونِ مثلُ رِيْبَة؛ قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ [القصص: ٦٨] فأمَّا خِيَرةُ القوم؛ فبالفتحِ عندَ يعقوبَ لا غيرُ، ومنه:«محمَّد خِيَرةُ الله من خلقِه»، وغيرُه يقولها بالسُّكونِ.
وقوله:«خَيَّرَ بينَ دُورِ الأنصار»[خ¦٣٧٩١] أي: فضَّل بعضَها على بعضٍ، خَيَّرتَ الرَّجُل؛ أي: فضَّلتَه، ومنه:«فَخَيَّرَ أُنَيْساً» أي: فضَّلَه عليه، كما قال في الحديثِ الآخرِ:«حَتَّى غَلَّبَهُ» أي: جعلَه خَيراً منَ الآخرِ.