وقوله:«ذُو الوَجْهَينِ لا يَكُونُ عِندَ الله وَجِيهاً» هو الَّذي يعرض لكلِّ طائفةٍ أنَّه معَها، وأنَّه عدوٌّ للأُخرَى، ويُبدِي لهم مَساوِئَهم، و «وجيهاً» ذا قدرٍ ومَنزلةٍ عند الله، يُقال من هذا: وَجُه الرَّجل بالضَّمِّ وَجَاهة بالفَتحِ.
وقوله:«وكان لعليٍّ حَياةَ فاطمةَ وَجْهٌ في النَّاسِ»[خ¦٤٢٤٠] أي: جَاه زائدٌ على قَدرِه لأجْلِها، فلمَّا ماتَت فقَد ذلك لفَقدِها، ومنه قوله:«أرى لك وَجهاً عند هذا الأميرِ»[خ¦٤٦٤٢].
وقوله:«فما يشاء أَحدٌ منَّا أن يَقتُلَ أحداً إلاَّ قتلَه، ما أحدٌ منهم يُوَجِّهُ إلينا شيئاً» أي: يأتي به ويقصُدُنا من مُدافَعةٍ وقتالٍ.
وقوله:«يُصلِّي في السَّفَرِ-يعني: النَّافلةَ- على رَاحلتِه حيثُ تَوجَّهتْ»[خ¦١٠٠٠] أي: ولَّت وجههَا أو قصَدت بسَيرِها، وافَق القِبلةَ أم لا، ومثله قوله:«وهو مُتوجِّهٌ إلى خيبَر» كذا روَيناه فيها؛ أي: قاصِداً ومُستَقبلاً بوَجهِه لها، ومثله قوله:«مُوَجِّهٌ» في الرِّوايةِ الأُخرَى، و «مُوَجِّهٌ نحو المَشرقِ»، و «مُتوجِّه إلى غيرِ القِبلةِ»[خ¦١٢١٧] أي: مُستَقبلٌ بوَجهِه غيرها، ويقال في هذا: مُوجِّه؛ أي: مُقابِل بوَجهِه خيبَر، ورجَّح بعضُهم هذا، ومنه في إشعارِ الهَديِ:«وهو مُوجَّه إلى القِبلَةِ» كذا لابنِ عيسَى، ولغَيرِه من شيُوخِنا من روَاة «المُوطَّأ»: «موجَّهٌ للقِبلَةِ» بالفَتحِ.