للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي حَديثِ أبي هريرَةَ: «وكان يلزَمُه لشِبَعِ بَطنِه» * [خ¦٥٤٣٢] يُروَى باللَّامِ وبالباءِ؛ أي: ليُشبِعَه؛ وهو مثلُ قَولِه في الحَديثِ الآخَرِ: «وكنتُ ألزمُه لمِلءِ بَطنِي» * [خ¦٧٣٥٤]، ومِثلهُ في حَديثِ موسَى: «أجَّرَ نفْسَه بشبْعِ بَطنهِ»، يقال: بالسُّكونِ في بائِه اسم ما يُشبِعُك من طَعامٍ، وبالفَتحِ مصدَر فِعلُك منه أو فِعلُه.

وفي دُعائِه : «ونَفسٍ لا تَشبعُ» أي: من أُمورِ الدُّنيا، استعاذةً من الحرصِ والاستِكثَارِ منها، وتعلُّقِ النَّفسِ بالآمالِ.

٢١٥٢ - (ش ب هـ) قوله: «مِن أينَ يكونُ الشَّبَهُ» بفتحِ الشِّينِ والباءِ وبكَسرِ الشِّينِ وسُكونِ الباءِ، يُقالُ: شَبَهٌ وشِبْهٌ وشَبِيهٌ، كمَثَلٍ ومِثْلٌ ومَثِيلٌ، وبَدَلٌ وبِدْلٌ وبَدِيلٌ، ومثلُه: رجلٌ نَكَلٌ ونِكْلٌ، قال أبو عُبيدٍ: ولم يأتِ على فِعْل وفَعَل غيرُ هذه الحروفِ الأرْبَعةِ، وقال غيرُه: قد جاء منها غيرُ هذا مثلُ صَغَنٌ وصِغْنٌ، وحَرَجٌ وحِرْجٌ، وعَشَقٌ وعِشْقٌ، وغَمَرٌ وغِمْرٌ للحقدِ.

وقوله: «اتقُوا المشبَّهاتِ» * [خ¦٥٢]، و «بينهما أمورٌ مُشتَبهاتٌ»، وعند السَّمرقَنديِّ: «فيها مشَبَّهاتٌ»، وعندَ الطَّبريِّ: «متَشَبِّهاتٌ» وكلُّه بمعنًى؛ أي: مُشكِلاتٌ، قال صاحبُ «العينِ»: المشَبَّهاتُ من الأمورِ المُشكِلاتُ، وذلك لما فيه من شَبَه طرَفَينِ مُتخالفَينِ، فيُشبِه مرَّةً هذا، ومرَّةً هذا، ويَشتَبِهُ يَفْتَعِلُ منه ويُشبِه غيرها بذلك، ومنه: ﴿إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾ [البقرة: ٧٠] أي: اشتَبهَ، وقوله: ﴿كِتَابًا مُّتَشَابِهًا﴾ [الزمر: ٢٣] من هذا لكنَّ معناهُ يُشبِهُ بعضُه بعضاً في الحِكْمةِ والصِّدقِ ولا يتناقضُ، ومنه في طعامِ أهلِ الجنَّةِ: ﴿وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً﴾ [البقرة: ٢٥] أي: في الجَودةِ، وقيل: في المَنظرِ، ويختلفُ في الطَّعمِ.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ في (بابِ كيفَ كان عيشُ النَّبيِّ قول أبي هريرَةَ: «ما أسأَلُه إلَّا لِيُشبِعَني» [خ¦٦٤٥٢] كذا لابنِ السَّكنِ والنَّسفِيِّ والحَمُّوييِّ والبَلخيِّ، ولبقيَّتهِم: «يستتبِعَني» أي: يقول: اتبَعْني؛ أي: فيطعِمُني، وهو المعروفُ في الرِّوايةِ، وإن كانا يرجعانِ إلى معنًى متقاربٍ.

وفي (بابِ كلامِ الرَّبِّ مع أهلِ الجنَّةِ): «يا ابنَ آدمَ إنَّه لا يُشبِعُكَ شَيءٌ» [خ¦٢٣٤٨] كذا لأبي الهيثَمِ هنا وغَيرِه، وعند بقيَّةِ شُيوخِ أبي ذرٍّ والأَصِيليِّ: «لا يسَعُكَ»، والأوَّلُ المَعرُوفُ، وكذا جاء في غَيرِ هذا المَوضعِ.

الشِّين مع التَّاء

٢١٥٣ - (ش ت ت) قوله: «ويصدُرُونَ أَشتَاتاً» [خ¦٦٥/ ٢٤ - ٦٩٢٤] أي: مُتفرِّقينَ ومُختلِفينَ أيضاً، الواحدُ: شِتٌّ، ومِثلُه قوله: «وأُمَّهاتُهم

<<  <  ج: ص:  >  >>