لأحدٍ منكنَّ ثلاثةٌ من الولدِ فتَحتَسِبَه»، و «منَّا من احتَسَب أجرَه»، و «أَحتَسِبُ خُطايَ»، و «أنتَ صابرٌ مُحتسِبٌ»، والاسمُ منه: الاحتِسابُ والحِسبانُ -بالكسر- والحِسْبةُ، وهو ادِّخارُ الأجْرِ وأن يحسُبه في حسَناتِه، وحسِب يحسِب: بالكسرِ فيهما، وقيل: يحسَب -بالفتح في المستقبَل- بمعنَى ظنَنتُ حِسباناً، بالكسر، ومنه:«ما كنتُ أحسِبُ … كذا»، و «أتَحسَبين» وقد تكرَّرت هذه الألفاظُ في الأحاديث وفي الكسوف [خ¦٧٤٥].
وفي فضائلِ عُمرَ قولُ عليٍّ ﵄:«إنْ كنتُ لَأظُنُّ أن يَجعلَكَ الله معَ صاحِبَيكَ، وحسِبتُ أنِّي كنتُ كثيراً أسمَعُ رسولَ الله ﷺ يقول» الحديثَ [خ¦٣٦٨٥]، كذا جاءَ هنا، و «حسِبتُ» بمعنَى: ظنَنتُ، عطَفها على قولِه:«أظنُّ» كأنَّه قال: وحسِبت ذلك.
وفي الطَّلاق:«قلتُ تُحتسَبُ -يعني: تطليقةٌ- قال: فَمَهْ»[خ¦٥٢٥٢] أي: تُحسَب وتُعَدُّ، كما قال في الرِّوايةِ الأخرى:«حُسِبتْ عليَّ بتطليقَةٍ»[خ¦٥٢٥٣].
قوله:«ودينُه حَسَبُه» أصلُ الحَسَب: الأفعال الحسَنةُ، كأنَّها مأخوذةٌ من الحِساب، كأنَّه تُحسَب له خِصالُه الكريمةُ، وحَسَبُ الرَّجل: آباؤُه الكُمَلاءُ الذين تُعَدُّ مناقِبُهم وتُحسَب عند المفاخَرة، والحَسْبُ والحَسَب العَدُّ، فلمَّا كان فَخْرُ العربِ بشَرف آبائِها؛ أخبَر عُمر أنَّ فَخْرَ أهلِ الإسلام الدِّينُ.
٥٤١ - (ح س د) قوله: «لا حَسَدَ إلَّا في اثنَتينِ»[خ¦٧٣] أي: لا حسَدَ محمودٌ وغيرُ مذمومٍ إلَّا فيهما، والحسَدُ المحمودُ: تمنِّي مثلَ ما تَراه لغيرِك، وهذا يُسمَّى الغِبطةَ، والمذمومُ: أن تتَمنَّى زوالَه عنه، وانتِقالَه إليك، وهو الحسَدُ بالحقيقةِ.
٥٤٢ - (ح س ر) قوله: «حَسَر عن فَخِذِه»[خ¦٢٨٤٥]، وفي الكسوف:«وحتَّى حُسِر عنها»، و «فلمَّا حُسِر عنها» على ما لم يُسمَّ فاعلُه، و «حتَّى انحَسَر الغَضبُ عن وجهِه»، ويُروَى:«تَحسَّرَ»، وكذا لأكثرِ شيوخِنا، و «أَحسرُ خِمارِي عن عُنقي» بكسرِ السِّين وضمِّها، و «حَسَر عن رأسِه البُرْنُسَ» كلُّه بمعنَى: كشَف عنه، ومنه: الحاسِرُ: المنكشِفُ في الحرب بغيرِ دِرعٍ، وفي الحديث:«على الحُسَّرِ»، و «خرَجُوا … حُسَّراً»[خ¦٢٩٣٠] جمعُ حاسِر.
وأمَّا قوله:«يَحسِر الفُراتُ عن كَنزٍ، وعن جَبلٍ من ذَهبٍ» فمعناه: نَضَبَ وكشَف عنه، قال أهلُ اللُّغة: ويُقال في هذا: حسَر، ولا يُقال: انْحَسَر، وجاء في روايةِ السَّمرقنديِّ هنا:«ينحَسِر».