للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتَشديدِ الياء الآخِرَة؛ وهي اللُّغة الأولى الَّتي تكلَّم بها آدمُ والأنبياءُ ، أكثَر الشُّيوخِ يقُولُونه بتَشديدِ الرَّاء، ومُتقِنوهُم يقولُونه بسُكُونها، وكذا قيَّده الأَصيليُّ.

وقوله: «ما السُّرَى يا جابر؟» [خ¦٣٦١] فسَّرناه، وهو المَعروفُ، وفي بَعضِ النُّسخِ: «ما السِّرُّ؟»، والأوَّل المَعرُوف.

وفي كتابِ الأنبِياءِ في ذِكْر زكريا: «حدَّثهم عن لَيلَة أُسريَ به، ثمَّ صَعِد حتَّى أتَى السَّماء» كذا في رِوايَةِ أبي نُعيمٍ وبَعضِ روايات أبي ذرٍّ، وفي بَعضِها: «بي»، وسقَطَت الكَلِمة جُملةً عند الأَصيليِّ وبَعضِهم، فيجِبُ على سقُوطِها أن يقول: «ليلة أَسرَى ثمَّ صعد» بفَتحِ الهَمزةِ، فيستَقِيمُ الكَلامُ.

وفي حديثِ الهِجْرةِ: «فأَحيَينا أو سَرينا ليلَتَنا ويَومَنا» [خ¦٣٦٥٢] كذا في جميعِ النُّسخِ، وفي الرِّواية الأُخرَى: «أسرَينا لَيلَتنا، ومن الغَدِ» [خ¦٣٦١٥] مِثلُه، والسُّرى لا يُستَعمل إلَّا باللَّيلِ، ولكنَّه لمَّا ذكَره مع اللَّيل ضمَّ النَّهار إليه، وغلَّب أحدَهما على الآخرِ، كما قال: شَرَّابُ ألبانٍ وتَمرٍ وأَقِط، وقد تكون هذه اللَّفظة «أسْأَدْنا ليلَتَنا»، يقال: أسأَدتُ سِرتُ اللَّيل والنَّهار.

وفي غَزوةِ الخَندقِ: «فجِئتُه فسارَرْته» [خ¦١٤٧٨] كذا لكافَّتهم، وهو الوَجهُ، وفي نُسخِ النَّسفيِّ: «فشاوَرْته» من الشُّورَى، والمَعروفُ ودليلُ الحديثِ تَصويبُ الأوَّلِ من السِّرارِ.

وقوله: «ولا ينتَهِبُ نُهبةً ذاتَ شَرفٍ» [خ¦٥٥٧٨] أما رِوايَتُنا فيها في الصَّحيحِ فبالشِّينِ المُعجمَة، وفي غَيرِها بالمُهملةِ، وبها ذكَرها الحربيُّ وفسَّرها بذات قَدرٍ كَبيرٍ، وقد قيَّده بعضُهم في مُسلمٍ بالمُهملةِ، وبها يُفسَّر أيضاً رِوايَة المُعجمَة، وكِلاهُما بمعنًى، وقيل: «ذات شرف» أي: يستَشرِف النَّاس إليها، كما قال في الحَديثِ: «يَرفَع إليها النَّاسُ أبصارَهم» [خ¦٢٤٧٥]، وهذا يحتَمِل الوَجهَين المُتقدِّمَين.

السِّين مع الطَّاء

٢٠٦٧ - (س ط ت) قوله: «فقامَت امرأةٌ من سِطَةِ النِّساء» كذا هو في جَميعِ نُسخِ مُسلمٍ، وكذا قيَّدناه عن شيُوخِنا بكَسرِ السِّين وتخفيفِ الطَّاء، وأصلُه من الوَسطِ، من ذوات الواو، وفي رواية الطَّبري: «من واسِطَة»، وفسَّره بعضُهم أنَّ معناه من عُليَة النِّساءِ وخيارِهِم، وكان القاضي الكِنَانيُّ يقول: أُرَى اللَّفظ مُغيَّراً، وأحسِبُه من «سفلة النِّساء»، فكأنَّه اختَلَط رأس الفاء مع اللَّام فصارَت طاء، قال: ويعضُده أنَّ ابنَ أبي شيبَةَ والنَّسائيَّ روَياه كذلك: «من سَفَلَة النِّساء»، ورُوِي أيضاً: «فقامَت امرَأة من غير عُليَة النِّساء»، وحقُّ هذه الكَلِمة أن تُكتَب في

<<  <  ج: ص:  >  >>