منهم، يقال: غارَ الرَّجلُ فهو غيورٌ من قومٍ غُيُر -وغُيُر مثل كُتُب- وغائِرٌ أيضاً، ورَجلٌ غَيرانُ من قوم غَيَارَى، وغارَ هو يغَارُ غَيرةً -بالفتحِ- وغاراً وغَيْراً، وامرأةٌ غَيْراءُ.
وجاء في حديث أمِّ سلمة:«وأنَا غَيُورٌ» غيورٌ للأنثى بغيرِ هاء، وكثيراً ما جاءَ فَعُولٌ للأنثَى بغيرِها، كعَروبٍ، وضَحُوكٍ، وشَمُوعٍ، وعَقَبةٌ كَؤودٌ وأرضٌ حَدورٌ وصَعودٌ، وكذا البابُ كلُّه متى كان فَعولٌ بمعنى فاعل إلَّا قولهم .......
وأمَّا الغيرةُ في حقِّ الله تعالى: فهو منعهُ ذلك وتحريمُه، ويدلُّ عليه قوله:«مِن غَيرتِه حرَّم الفَواحِشَ» * [خ¦٥٢٢٠]، وقوله:«وغَيرتُه أن يَأتي المؤمنُ ما حُرَّم عليه» * [خ¦٥٢٢٠]، وقد يكونُ في حقِّه تغييرُه فاعلَ ذلك بعقابِ الدُّنيا والآخرةِ.
١٧٨١ - (غ ي ط) قوله: «أنَا في غَائِط مَضبَّة» الغائطُ: المطمئنُّ من الأرضِ، يريدُ ذا ضِبابٍ، وسمِّيَ الحدثَ به؛ لأنَّ من أرادَ الحدثَ ذهبَ إليه يستترُ فيه.
١٧٨٢ - (غ ي ظ) قوله: «أغيَظُ الأسماءِ عِندَ الله» هذا من مجازِ الكلام، ومعدولٌ عن ظاهرِه، والغيظُ صفةُ تغييرٍ في المخلوقِ عندِ احتدادِ مزاجِه وتحرُّكِ حفيظتِه، والله متعالٍ عن التَّغيُّراتِ وسماتِ الحدوثِ، والمرادُ عقوبتُه للمتسمِّي بها؛ أي: إنَّه أشدُّ أصحابِ هذه الأسماءِ عقوبةً عندَه.
وقوله:«وغَيظُ جَارَتِها»[خ¦٥١٨٩] أي: إن ضرَّتها تَرى من حُسنِها ما يُهيجُ حسدَها ويغيظُها.
١٧٨٣ - (غ ي ل) قوله: «همَمَت أن أنهَى عَنِ الغيلَة» ضبطناه بكسرِ الغينِ وفتحِها، وقال بعضُهم: لا يصحُّ فتحُ الغينِ إلَّا مع حذفِ الهاءِ، فيقال: الغَيلُ، وحكى أبو مروانَ بنِ سراجٍ وغيرُه من أهلِ اللُّغةِ: الغَيلةَ والغِيلةَ معاً في الرَّضاعِ، وفي القتلِ بالكسرِ لا غير، وقال بعضُهم: هو: بالفتحِ من الرَّضاعِ المرَّة الواحدة، وفي بعضِ رواياتِ مسلمٍ:«عن الغِيالِ» بكسرِ الغينِ.
جاء تفسيرُه في الحديثِ عن مالكٍ وغيرِه:«أن يَطَأ الرَّجُل امرَأتَه وهِي تُرضِع» يقال من ذلك: أَغَالَ فلانٌ ولدَه، والاسمُ: الغَيلُ والإِغتِيَالُ والإِغَالَةُ؛ وعلَّةُ ذلك لما يُخشَى من حملِها فترضِعُه كذلك فهو الذي يُضِرُّ به في لحمِه وقوَّتِه.