وقوله في غزوةِ بدرٍ في مسلمٍ:«فندَبَ رسولُ الله ﷺ النَّاس» أي: حثَّ ورغَّبَ ودعا لذلك، كذا لهم، وعند العُذريِّ:«فنذَرَ رسولُ الله ﷺ النَّاس» أي: أعلمَهُم، والمعروفُ في هذا أنذَرَ؛ أي: أعلَمَ. قال الله تعالى: ﴿لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾ [يس: ٦]. وأنِّما نَذِرَ بالشَّيءِ بمعنى: عَلِمَ، لكنَّه قد جاءَ نذيرٌ بمعنى: منذِرٌ. قال الله تعالى: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾ [الفرقان: ١].
النُّون مع الذَّال
١٣٢٩ - (ن ذ ر) وقوله: «إنَّ القومَ نَذِرُوا بنا»[خ¦٤٠٣٩] بالكسرِ؛ أي: عَلِمُوا، وسمِّي النَّبيُّ ﷺ في القرآنِ منذِراً ومبشِّراً، ونذيراً وبشيراً، ونذيرٌ هنا بمعنى: منذِرٌ لإعلامِهِ بما يَحذَرُ منه وهي النِّذَارَةُ، وبما بشَّرَ به وهي البِّشارة، بكسرِ أوائِلِهما، والنُّذُر بضمِّهمَا: جمعُ نذيرٍ، والنُّذْرُ بسكونِ الذَّالِ: الإنذارُ، والنُّذُر بضمِّ الذَّال: اسمُ الإنذار. ومنه قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ [القمر: ١٦] وقوله: «لا نذْرَ في معصيةٍ» يقال: بفتحِ النُّونِ وضمِّها وسكونِ الذَّالِ فيهما، هو ما يَنذره الإنسانُ على نفسِهِ؛ أي: يوجِبُه ويلتزِمُهُ من طاعةٍ، لسببٍ يُوجبُهُ، لا تبرَّعاً، ومنه:«لا يَحِلُّ أن تنذُرَ قَطيعَتي»[خ¦٦٠٧٣]؛ يُقال منه نَذَرَ بالفتحِ ينذِرُ، قال الله تعالى: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً﴾ [مريم: ٢٦].
وقوله:«أنا النَّذيرُ العُرْيانُ»[خ¦٦٤٨٢] هو مبالغةٌ في الإنذار، وحجَّةٌ على صدقِ قولِهِ، وسنذكُرُه في العينِ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.
[فصل الوهم]
في (بابِ خبرِ نوحٍ ﵇ في كتابِ الأنبياءِ عليهم الصلاة والسلام في ذكرِ الدَّجَّال: «لقد أنذَرَ نوحٌ قومَه، ولكنِّي أقولُ»[خ¦٣٣٣٧] كذا لكافَّتِهِم، وعند الأَصِيليِّ:«أنذَرَه»[خ¦٣٠٥٧] وهو وجْه الكلامِ وصوابُهُ.
النُّون مع الرَّاء
١٣٣٠ - (ن ر د) قوله: «مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدَشِير» بفتحِ النُّونِ والدَّالِ وبالشِّينِ المعجمةِ وراءَين مهملتَين قبلَ آخرِهِما ياءٌ باثنتَينِ تحتَها، هو نوعٌ من الآلاتِ الَّتي يُقَامَرُ بها كالشَّطرنجِ، ويسمَّى النَّرْدَ والكِعَابَ وهو فارسيٌّ.