وقوله:«وغَيْظُ جارَتِها»[خ¦٥١٨٩]، وفي حديثِ حفصةَ:«أنْ كانت جارَتُكِ أَوضَأَ منكِ»[خ¦٢٤٦٨] يريد فيهما ضُرَّتَها، وسُمِّيت الضُّرَّةُ جارةً؛ لمجاورتِها الأخرى، وكرِهوا ضُرَّةً لِمَا فيه من الضُّرِّ، وكذلك سُمِّيت به الزَّوجةُ، والجِوارُ والجارُ: الدَّاني المسكَنِ من الآخَر، معلومٌ.
ومنه:«لا تَحقِرَنَّ جارَةٌ لجارَتِها»[خ¦٢٥٦٦] هذه خلافُ الأُولى، ومنه:«الجارُ أَحقُّ بصَقَبِه»[خ¦٦٩٧٧] وقيل: هو هنا الشَّريكُ، وعليه نتَأوَّله؛ أي: لحقِّ جوارِه في الشُّفْعةِ، وقال أهلُ العراق: هو المُلاصِق من غيرِ شركةٍ، ومنه:«الوَصَاةُ بالجارِ»[خ¦٧٨/ ٢٨ - ٨٩٦٣] كلُّه الدَّاني المسكَنِ.
٤٠٩ - (ج و ز) وقوله: «جائزتُه يومٌ وليلةٌ»[خ¦٦١٣٥] قيل: ما يَجُوز به ويَكفِيه في سفرِه يوماً وليلةً بعدَ ضيافتِه، والجائزةُ: العطيَّةُ، وجمعُها: جوائزُ، والجِيزةُ، بالكسر: ما يَجوزُ به المسافرُ، وقيل:«جائزَتُه يومٌ وليلةٌ» حقُّه إذا اجتازَ به، وثلاثةُ أيَّامٍ إذا قَصَد، وقيل:«جائزتُه»: تُحْفتُه والمبالغةُ في مُكارمتِه، وباقِي الثَّلاثةِ الأيَّامِ ما حضَره، وهذا تفسيرُ مالكٍ.
وذُكِر في منكَر الحديث:«يومُ الفطرِ يومُ الجَوائزِ» أي: العَطايا.
وقوله:«تَجاوَزُوا عن المعسرِ»، و «فتَجاوزَ الله عنه»، و «يَتَجاوَزْ عن ذنوبه»[خ¦٢٠٧٨] أي: سامِحوا، والتَّجاوُز المسامَحةُ، ومنه:«كان من خُلُقي الجَوازُ» أي: المسامَحةُ، ومنه الحديث:«وأَتجاوزُ في السِّكَّةِ أو النَّقْدِ»، ويُروَى:«أتجوَّز» وهما بمعنَى أُسهِّل وأُمضِي ما أعطانِي؛ أي: أسمَح وأُسهِّل، وفي الحديثِ الآخَر:«مَنْ أَمَّ قوماً فليتَجوَّز»[خ¦٧٠٤] أي: يُخفِّف، وقد جاء مفسَّراً كذا في حديثٍ آخَر، ومنه قولُه:«ركعتَين وتجوَّزَ فيهما»[خ¦٣٨١٣] أي: خفَّفهما، وقوله:«وليس للبِكرِ جَوَازٌ في مالها» أي: فِعْلٌ يجُوز ويَمضِي.