وقوله:«وَفَتْ ذِمَّتُكَ» تمَّت، واستَوفَيتُ حقِّي أخَذتُه تماماً، وأوفَيتُه حقَّه أتمَمتُه له، ومنه:«أَوفَيتَني أَوفَاكَ الله»[خ¦٢٣٩٢]، ووفَّيتُه لا غير، وكذلك الكيلُ، ولا يقال فيهما وفَى بالتَّخفيفِ.
وقولها:«فوَفَى شَعْري جُمَيمَةً» أي: طال وبلَغ ذلك.
وقوله:«فأَوْفَى على ثَنِيَّةٍ»[خ¦٢٩٩٥] أي: علَاها، وكذلك قوله:«أَوْفى على رأس الجَبلِ»[خ¦٤٤١٨]، و «أَوْفَى بذِرْوةِ جَبلٍ»[خ¦٦٩٨٢].
وقوله:«خرَجْنا مُوافِينَ لهلالِ ذي الحجَّةِ»[خ¦٣١٧] أي: مُقاربِين؛ لأنَّ خرُوجَهم كان لخَمسٍ بَقِينَ من ذي القَعدةِ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قوله في عُمرةِ القَضاءِ:«يقدَمُ علَيكُم وَفدٌ وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِبَ»[خ¦٤٢٥٦] هذا الصَّوابُ بالفاء، وقد فسَّرناه، ورواه ابنُ السَّكنِ:«وقَد» بفتح القافِ، والأوَّل أوجَه.
وقوله في الضَّحايَا:«ولا تَفِي عن أَحدٍ بعدَك»[خ¦٩٧٦] هكذا عند القابِسيِّ والأَصيليِّ في (باب استِقْبالِ النَّاس الإمامَ)، معناه: تُجزِي عنك، ويتِمُّ بها نسُككَ، كما جاء في غَيرِ حَديثٍ:«ولا تَجْزِي»[خ¦٥٥٦٣]، وعند البَاقِين هنا:«ولا تَقضِي»، وهو بمعنَى: تُجزِي، ولجَميعِهم في (باب الخُطبةِ بعدَ العِيدِ): «لن تُوفِي»[خ¦٩٦٥]، وقد فسَّرنا هذا الحرفَ قبلُ في حَرفِ القافِ.
وقوله في نكاحِ المُتعَةِ:«أَيُّما رَجلٍ وامْرأَةٍ تَوَافَقا»[خ¦٥١١٩] بتَقديمِ الفاء من الاتفاقِ، كذا لهم، وعند الحمُّوييِّ والمُستَمليْ:«توَاقَفا» بتَقديمِ القافِ، وهو وهمٌ، وقد يُخرَّج له وجهٌ بمعنى الأوَّلِ؛ أي: وقَف كِلاهُما على ما ذكَرَاه واتَّفقَا عليه.
الوَاو مع القَاف
٢٤١١ - (و ق ب)
قوله:«فاغتَرفوا من وَقْبِ عَينِه» بفتح الواو وسكون القاف، هي حفرةُ العينِ في عَظمِ الوَجهِ.
٢٤١٢ - (و ق ت) قوله: «وَقَّتَ لأَهلِ المَدينةِ ذا الحُلَيفَةِ»[خ¦١٥٢٤] أي: حدَّه وجعَلَه لهم مِيقاتاً، وحَدَّ الحدَّ الَّذي يُحرِمُون منه، ومنه:«الوَقتُ»[خ¦٢٢٨]، و «المَواقِيتُ»[خ¦١٣] كلُّها حدُودٌ للعِباداتِ، ويكون وقَّت بمعنى: أوْجَب؛ أي: أوجَب علَيهِم الإحرام، منه قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النِّساء: ١٠٣].