لجهلِهِ، كالذي يقودُ غيرَهُ ويسوُقُه بناصيتِهِ إلى ما شاء.
[فصل في الاختلاف والوهم]
قوله في خبرِ الدَّجَّال:«وما يُنْصِبُكَ منه؟» بباءٍ بواحدةٍ؛ أي: ما يشقُّ عليكَ من خبرِهِ وشأنِه، من النَّصَبِ والمشقَّةِ كما قدَّمنا، كذا روايةُ الكافَّةِ، وعند الهَوزنيِّ:«يُنضيك» بالضَّاد المعجمة بعدها ياء باثنتَين تحتها، وهو تغييرٌ لا شكَّ فيه، وأقربُ وجهٍ يُخرَّجُ له أنْ يكون بمعنى: يُحزِنُكَ حتَّى يُهزِلَكَ، ويُضعِفَ جسمَكَ، والضَّنَى: أثرُ المرضِ، والنِّضْوُ من الإبلِ: ما أهزلَهُ السَّفر.
وقوله في الجمعة:«ثمَّ أنصتَ حتَّى يفرُغَ من خُطبتِهِ» كذا لهم، وعند العُذْريِّ:«انْتَصَتَ»، والمعروفُ والصَّوابُ الأوَّل.
وقوله في (بابِ العبدِ إذا نصحَ سيَّدَه وأحسنَ عبادةَ ربِّهِ): «للعبدِ المملوكِ النَّاصحِ أجران» كذا للأَصِيليِّ في كتابِ الفتنِ، وللكافَّةِ:«الصَّالح»[خ¦٢٥٤٨]، والتَّرجمةُ تشهدُ بصحَّتِهما جميعاً.
وقوله في الجنائزِ:«والنُّصْب … والنُّصُب: مصدرٌ»[خ¦٢٣/ ٨٢ - ٢١٥٠] كذا لبعضِ الرُّواة، وصوابُهُ ما لكافَّتِهم:«النُّصْب والنَّصْب»[خ¦٨٢/ ٢٣ - ٢١٥٠] بفتح النُّون في الثَّاني، وهو المصدر، وأمَّا:«النُّصُب والنُّصْب» بضمِّ النُّون فيهما فالاسم. وقيل فيه: بالفتح أيضاً.
وقوله في كتابِ الاعتصام:«فأكثرَ الأنصارُ البكاءَ» كذا لأبي زيدٍ، وللكافَّةِ:«النَّاسُ»[خ¦٥٤٠] وهو الصَّواب.
وفي غزوةِ أُحدٍ:«ما أنصَفْنا أصحابَنا» بالنَّصب مفعولَين ِكذا ضبطناه، وبه يستقلُّ معنى الحديثِ في الذين قاتَلوا عنه من الأنصارِ فقُتِلوا دونَ غيرِهِم، وبعضُ رواةِ كتابٍ مسلمٍ ضبطَهُ بالرَّفعِ على الفاعلِ، ووجهُهُ أنْ يرجعَ إلى الجملةِ فيمن فرَّ عنه وتركَهُ في النَّفَرِ القليلِ، والله أعلم.
وفي (بابِ الرُّؤيا) في حديثِ عبد الله بنِ سَلَام: «ورأيتُ كأنَّما عمودٌ وُضِعَ في روضةٍ خضراءَ فنُصِبَ فيها»[خ¦٧٠١٠] كذا لهم، وهو الصَّواب، وعند الجُرجانيِّ:«فنُصِبَتْ» وهو خطأٌ.
النُّون مع الضَّاد
١٣٦٦ - (ن ض ح) قوله: «ما سُقي بالنَّضْحِ ففيه نصفُ العُشْر»[خ¦١٤٨٣] أي: بالاستقاءِ بالسَّواقِي، وما في معناها من السَّقْيِ بالدَّلو، يرفَعُهُ الآدميُّون وغيرُهُم بآلةٍ وهم النَّواضِحُ، وسمِّيت الإبلُ الَّتي يُسْقَى بها