للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد تأتي حرفَ ابتداء، كقوله:

وحتَّى الجِيادُ ما يُقَدْن بأَرْسانِ

قوله: «تحتُّه بظُفرها» * [خ¦٢٢٧]، و «حُتَّه»، و «حُتِّيهِ»، و «حَتَّ المَنيِّ»، و «حَتَّتْه» أي: قشَرته وأزالته، «وحتَّت خَطاياه كما يَتَحاتُّ ورقُ الشجرِ»، و «لا يَتَحاتُّ ورقُها» [خ¦٤٦٩٨]، و «لا تَحُتُّ ورَقَها» كلُّه بمعنًى؛ أي: زالت عنه وسقَطت، كما قال في الحديث الآخَر: «حُطَّتْ عنه خطاياه كما تَحُطُّ الشَّجرةُ ورقَها» [خ¦٥٦٦٠]. ومنه: «رأى نُخامةً … فحَتَّها» [خ¦٤١٠] [خ¦٤١١] فسَّره في رواية الحمُّوييِّ: «فحَكَّها» [خ¦٤٠٨] [خ¦٤٠٩] كذا في كتاب الصَّلاة.

٤٣١ - (ح ت ف) وقوله: «القتلُ حَتفٌ من الحُتوفِ» الحتفُ: الموتُ. وقوله: «ماتَ حَتْفَ أَنفِه» قال أبو عُبَيد: هو من يموت على فراشِه، والحتفُ: الموتُ، وقال غيرُه: يريد أنَّ نفسَه تخرُج على فراشِه من فمِه وأنفِه.

وقوله: «إنَّ الجبانَ حتفُه من فوقِه» قيل معناه: إنَّ حذَره وجُبنَه غيرُ دافع عنه المنيَّةَ إذا نزَلت به وحلَّ به قدرُ الله السَّابق الذي لا بدَّ منه، وقيل: معناه: إنَّ حتفَه من السَّماء يُقَدَّر، ويحتَمِل أن يرجِع هذا إلى معنى الأوَّل، وكتابه ممَّا سبق له وكُتِب في اللَّوح المحفوظ، وقيل: معناه: أنَّه شديدُ الخوف والذُّعر، كمن يخشى أن يقَع عليه شيءٌ، وكقوله: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾ [المنافقون: ٤]، وهذا ضعيف.

فصل في معنى (حتَّى)

ورفع الإشكال والاختلاف والتغيير في (حين) و (حتى) و (حيث) في هذه الأصول

٤٣٢ - في المغازي: «كان الرجلُ يجعَلُ للنَّبيِّ النَّخَلاتِ حتَّى افتتحَ قُريظةَ» [خ¦٣١٢٨] كذا للكافَّة، وهو الصَّوابُ والمعروفُ في غيرِ هذا الكتاب، وعند أبي الهيثم وعُبدوس والقابسيِّ في هذا الباب: «حين» مكان «حتَّى»، وهو خطأٌ ووهمٌ، وصوابُه: «حتَّى».

وبعكسِه قولُه في التَّفسير: «لمَّا نزلت: ﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾ [الأنفال: ٦٥] شَقَّ ذلك على المسلمين حتَّى فُرِضَ عليهم» كذا للجرجانيِّ، وهو وهمٌ، وصوابُه روايةُ الجماعة «حينَ فُرِضَ عليهم» [خ¦٤٦٥٣].

ومثلُه في حديث عِتبان: «فلم يجِلسْ حتَّى دخلَ البيتَ» [خ¦٤٢٥] كذا لجميع الرُّواة، قال بعضُهم: لعلَّ صوابَه: «حينَ دخَل البَيت»، وأرى الأوَّل وهماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>