١٦١٥ - (ع ز ب) قوله: «كما تَتَراءَونَ الكَوكب العَازِب» معناه: البعيدَ، ومنه: رجلٌ عَزَبٌ، لبعدِه من النِّساءِ، و «اشتدَّت علينا العُزْبةُ»[خ¦٢٥٤٢] وفي الرِّوايةِ الأخرَى: «الكَوكَبَ الغَارِبَ»[خ¦٦٥٥٦] فمعناه: الذي يَبعُدُ للغُروبِ، وقيل: الغَارِبُ: الغائبُ، ولا يَحسُنُ معناه في حديثِ أهلِ غُرَفِ الجنَّة، وإنَّما يريدُ أنَّ بُعدَها من رَبَضِ الجنَّة، وعُلوَّها في رأيِ العينِ كبُعْدِ النَّجمِ وارتفاعِهِ من الأرضِ في رأيِ العينِ.
١٦١٦ - (ع ز ة) قوله: «ما لي أراكم عِزِين» فسَّرَه البُخاريُّ: «الحِلَق والجماعاتُ» * [خ¦٦٥/ ٧٠ - ٧٢٥٠] في تفسيرِ قولِه تعالى: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ﴾ [المعارج: ٣٧] وكذلك قالَ أهلُ الُّلغةِ أي: حِلَقاً حِلَقاً، وهو جمع: عِزَةٍ مخفَّفاً، مثلُ عِدَةٍ، وأصلُه الواو؛ عِزوَة، كأنَّه من الاعتزاءِ إلى جماعةٍ واحدةٍ.
١٦١٧ - (ع ز ر) قوله: «أصبَحت بنو أسدٍ تعزِّرُني على الإسلامِ»[خ¦٣٧٢٨] أي: توقِفُني عليه، قال الهرويُّ: التَّعزيرُ في كلام العربِ: التَّوقيفُ على الفرائِضِ والأحكامِ، وقال الطَّبريُّ: تقوِّمُني وتعلِّمُني من تعزِيرِ السُّلطانِ، وهو تأديبُه وتقويمُه.
وقال الحربيُّ: العَزْرُ: اللَّومُ، وقال أبو بكرٍ: العَزْرُ: المنْعُ، وعزَّرْتُه: منعتُه، وتعزيرُ النَّبيِّ ﷺ؛ قال الحربيُّ وغيرُه: تنصرُوه وتردُّوا عنه عِدَاه، قال الزَّجَّاجُ: وأصلُ العَزْرِ في الُّلغةِ: الرَّدُّ، ونُصرةُ الأنبياءِ المدافعةُ والذبُّ عنهم، وقال الطَّبريُّ وغيرُه: معناه: تعظِّموه وتجلُّوه، وتعزيرُ المعاقَبَاتِ منه؛ لأنَّه يمنعُ عن المعاودَةِ، يقال: عزَّرْتُه وعزَرْتُه مثقَّلٌ ومخفًّفٌ.