وقوله في حديثِ أبي موسى في كتابِ الأَيمانِ:«فَفَرِقْنا أنَّك نَسِيتَ يمينَك» كذا للقَابِسيِّ، ولأبي ذرٍّ والأَصِيليِّ:«فَعَرَفْنَا»[خ¦٦٧٢١] بالعينِ والفاءِ، والأوَّلُ أبيَنُ؛ أي: خِفنا ذلك، وللثَّاني وجهٌ.
وقولُه في حديثِ أبي طلحةَ، في كتابِ العقيقةِ:«أعَرَّستُم اللَّيلة» بفتحِ العينِ وتشديدِ الرَّاءِ، كذا ضبطَه الأَصيليُّ هنا، وهو غلطٌ، وصوابُه:«أعَرَسْتم»[خ¦٥٤٧٠] بالتَّخفيفِ.
قولُه في المتعةِ بالحجِّ:«فعملناها، وهذا يومئذٍ كافرٌ بالعُرُش» بضمِّ العينِ والرَّاءِ، كذا روايةُ الأشياخِ، وعندَ بعضِهم:«بالعَرْش» بفتحِ العينِ وسكونِ الرَّاءِ، قال بعضُهم: وهو خطأٌ وتصحيفٌ، والمرادُ بالحديثِ أنَّ المشارَ إليه وهو معاويةُ، لم يكن أسلمَ بعدُ والإشارةُ إلى عُمرةِ القضاءِ؛ لأنَّها كانت في ذي القَعدةِ من أشهرِ الحجِّ.
وقيل: معنى كافرٌ: مقيمٌ، والكُفُورُ بالضَّمِّ: القُرى، والعُرُشِ: البيوتُ هنا جمعُ عريشٍ، وهو كلُّ ما يستظلُّ به، والسَّقفُ يسمَّى: عريشاً، وبيوتُ مكَّةَ تسمَّى: عُرُشاً، قال القاضي ﵀: لا تبعدُ هذه الرِّوايةُ على هذا التَّأويلِ، فمن أسماءِ مكَّةَ: العَرْش: بفتحِ العينِ وسكونِ الرَّاءِ.
وقوله في بابِ:«الكَفَالَة بالفَرضِ»، وعندَ الأَصِيليِّ:«بالفُروضِ» وعندَ ابنِ السَّكنِ: «بالعُروضِ» بالعينِ وهو الصَّوابُ.
وقول البُخاريِّ في كتابِ الحجِّ، في (بابِ ركوبِ البُدنِ): «والمُعترُّ الذي يَعترُّ بالبُدْنِ من غنيٍّ أو فَقيرٍ»[خ¦٢٥/ ١٠٣ - ٢٦٥٢] هذا كلامٌ لا ينفهِمُ، وفيه تغييرٌ بلا شكٍّ؛ لأنَّه إنَّما حكَى تفسيرَ مجاهدٍ في المعترِّ، وهو قولُه:«المُعترُّ: الذي يَعترُّ من غنيٍّ أو فَقيرٍ» وهو المعترضُ على هذا القولِ، والطَّالبُ على القولِ الآخرِ، أو الزَّائرُ، فقولُه بالبُدْنِ هنا أدخلَ الإشكالَ، وهو زائدٌ على كلامِ مجاهدٍ، فإدخالُه لا معنَى له، والصَّوابُ طَرْحُه، إلَّا أنْ يريدَ بالبُدْنِ التَّعرُّضَ لأكلِ لحمِها.
وفي اللُّقطةِ في حديثِ أبي الطَّاهرِ:«عرِّفْها سنةً»[خ¦٩١] وفي روايةِ أبي بحرٍ: «اعرِفْها» والصَّوابُ الأوَّلُ، كما عندَ غيرِه.