للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يدعو، وقال في الحديثِ: «ينتظِرُ الصَّلاةَ» [خ¦١٧٦].

وبمعنى البركةِ، وقد قيل ذلك في صلاةِ الملائكةِ، ويحتملُ ذلك في قوله: «صلِّ على آل أبي أَوفى» [خ¦١٤٩٧].

وبمعنى الرَّحمةِ كقوله: «اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ» [خ¦٣٣٧٠] وكذلك ما جاءَ من صلاةِ الله تعالى على خلقِه معنى ذلك: رحمتُه لهم.

وقوله في التشهد: «الصَّلواتُ لله» قيل: معناه الرَّحمةُ له ومنه؛ أي: هو المتفضِّلُ بها وأهلُها، وقيل: الصَّلاةُ المعهودةُ؛ أي: المعبودُ بها الله.

وقوله: «وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصَّلاةِ» أكثرُ الأقوالِ فيها وهو الأظهرُ أنَّها الصَّلاةُ الشَّرعيَّةُ المعهودةُ لما فيها من المناجاةِ، وكشفِ المعارفِ، وشرحِ الصُّدورِ، وقيل: بل هي صلاةُ الله عليه وملائكتِه ممَّا تضمنَتْه الآيةُ.

واختُلِفَ مِمَّ اشتُقَّتِ الصَّلاةُ الشَّرعيَّةُ؟ فقيل: من الدُّعاءِ، وقيل: من الرَّحمةِ، وقيل: من الصَّلوَينِ؛ وهما عِرقانِ في الرِّدفِ، وقيل: عظمان ينحَنيانِ في الرُّكوعِ والسُّجودِ، ومنه: سُمِّيَ المصلِّي من الخيلِ؛ لأنَّه يأتي لاصقاً بصَلْوَي السَّابقِ، قالوا: ولذلك كُتِبَتْ بالواوِ، وقيل: لأنَّها ثانيةُ الإيمانِ كالمصلِّي من السَّابقِ، وقيل: بل لأنَّ المأمومَ فيها تبَعٌ لإمامِه كالسَّابقِ والمصلِّي، وقيل: من الاستقامةِ، من قولِهم: صَلَيتُ العودَ على النَّارِ، أي: قوَّمتُه، وهي تقيمُ العبدَ على طاعةِ ربِّه، وقيل: من الإقبالِ عليها والتَّقرُّبِ منها، ومنه: صُلِيَ بالنَّارِ، وقيل: من اللُّزومِ، وقيل: لأنَّها صلةٌ بينَ العبدِ وربِّه.

وقوله: «شاةٌ مَصليَّةٌ» [خ¦٥٤١٤] بفتحِ الميمِ؛ أي: مشويَّةٌ، صَلَيتُ اللَّحمَ -بتخفيفِ اللَّامِ- شوَيتُه.

[فصل في الاختلاف والوهم]

قوله: «خيرُ نساءٍ ركِبنَ الإبلَ صالِحُ نِساءِ قُريشٍ» [خ¦٥٣٦٥] كذا لهم، وللقابسيٍّ: «صُلَّح» بالضَّمِّ وتشديدِ اللَّامِ مفتوحةً، وكلاهما صحيحٌ، الأوَّلُ: اسمُ الجنسِ، والثَّاني: جمعُ صالحٍ، وكلاهما رُفِعَ بخبرِ المبتدأِ.

وقوله في التَّفسيرِ: «الدسر: إصلاحُ السَّفينةِ» كذا للأَصيليِّ، وعندَ القابسيِّ: «أضلاعُ السَّفينةِ» [خ¦٦٥/ ٥٤ - ٧١٤٤] وكذا ذُكِرَ في غيرِ البُخاريِّ وأصلِ التَّفسيرِ عن مجاهدٍ، وقال غيرُه من أهلِ التَّفسيرِ: الدُّسُر: المساميرُ، واحدُها دِسارٌ، وكلُّ شيءٍ سمَّرتَه وأدخلتَه بقوَّةٍ فقد دسَرْتَه، فكأنَّ أضلاعَ السَّفينةِ من هذا المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>