وبمعنى البركةِ، وقد قيل ذلك في صلاةِ الملائكةِ، ويحتملُ ذلك في قوله:«صلِّ على آل أبي أَوفى»[خ¦١٤٩٧].
وبمعنى الرَّحمةِ كقوله:«اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ»[خ¦٣٣٧٠] وكذلك ما جاءَ من صلاةِ الله تعالى على خلقِه معنى ذلك: رحمتُه لهم.
وقوله في التشهد:«الصَّلواتُ لله» قيل: معناه الرَّحمةُ له ومنه؛ أي: هو المتفضِّلُ بها وأهلُها، وقيل: الصَّلاةُ المعهودةُ؛ أي: المعبودُ بها الله.
وقوله:«وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصَّلاةِ» أكثرُ الأقوالِ فيها وهو الأظهرُ أنَّها الصَّلاةُ الشَّرعيَّةُ المعهودةُ لما فيها من المناجاةِ، وكشفِ المعارفِ، وشرحِ الصُّدورِ، وقيل: بل هي صلاةُ الله عليه وملائكتِه ممَّا تضمنَتْه الآيةُ.
واختُلِفَ مِمَّ اشتُقَّتِ الصَّلاةُ الشَّرعيَّةُ؟ فقيل: من الدُّعاءِ، وقيل: من الرَّحمةِ، وقيل: من الصَّلوَينِ؛ وهما عِرقانِ في الرِّدفِ، وقيل: عظمان ينحَنيانِ في الرُّكوعِ والسُّجودِ، ومنه: سُمِّيَ المصلِّي من الخيلِ؛ لأنَّه يأتي لاصقاً بصَلْوَي السَّابقِ، قالوا: ولذلك كُتِبَتْ بالواوِ، وقيل: لأنَّها ثانيةُ الإيمانِ كالمصلِّي من السَّابقِ، وقيل: بل لأنَّ المأمومَ فيها تبَعٌ لإمامِه كالسَّابقِ والمصلِّي، وقيل: من الاستقامةِ، من قولِهم: صَلَيتُ العودَ على النَّارِ، أي: قوَّمتُه، وهي تقيمُ العبدَ على طاعةِ ربِّه، وقيل: من الإقبالِ عليها والتَّقرُّبِ منها، ومنه: صُلِيَ بالنَّارِ، وقيل: من اللُّزومِ، وقيل: لأنَّها صلةٌ بينَ العبدِ وربِّه.