للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضرُوبٍ، فمنه:

- إعلامٌ بسَماعِ الكَلامِ العَزيزِ؛ كمُوسَى ، كما دلَّ عليه الكتابُ، ونبيِّنا محمَّدٍ بما ذكر ودلَّت عليه الأخبارُ في ليلةِ الإسراءِ.

- ووَحْي رِسالةٍ وواسطةٍ بالملَكِ؛ كأكثَرِ حالات نبيِّنا وسائرِ الأنبياءِ .

- ووَحيٌ يُلقَى في القَلبِ، وقد ذُكِر أنَّه كان حال وحي داودَ ، وجاء في غَيرِ أثرٍ عن نبيِّنا نحوه، كقَولِه: «أُلقيَ في رُوعِيَ».

والوَحيُ إلى غيرِ الأنبياءِ:

بمعنَى: الإلهامِ؛ كقَولِه تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ [النحل: ٦٨]، و ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ [الزلزلة: ٥].

وبمعنَى: الإشارة: ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١].

وبمعنَى: الكِتابَة، وقيل في هذا مثله.

وبمعنَى: الأمرِ؛ كقَولِه تعالى: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ [المائدة: ١١١] قيل: أمرتُهم، وقيل: ألهَمتُهم.

يقال منه: وحَى وأوْحَى.

وفي صَدرِ كتابِ مُسلمٍ عن الحارثِ الأعوَرِ فيما انتُقِد عليه: «تعلَّمتُ القُرآنَ في ثَلاثِ سِنينَ والوَحْيَ في سَنتَينِ»، وقوله: «القُرآنُ هَيِّنٌ، والوَحيُ أَشَدُّ»، فظاهرُ تَأويلِ مُنكرِيه عليه أنَّه أراد به سوءاً لما علِمُوا من غُلوِّه في التَّشيُّع، وادِّعائهِم عِلْم سرِّ الشَّريعة لعليٍّ وتحزُّبهم من ذلك، بما أنكَره عليٌّ ، وكذَّبهم فيه، والظَّاهرُ أنه لم يرُد هذا، وإنَّما أراد الكِتابَة، وأنَّ القُرآنَ كان يُحفَظ عِندَهم تَلقِيناً، فكان أهوَن من تعلُّم الكِتابَة والخطِّ، وبهذا فسَّره الخَطَّابيُّ.

الوَاو مع الخَاء

٢٣٤٦ - (و خ ذ) قوله: «أو يُؤَخَّذُ الرَّجل عن امْرَأتِه» [خ¦٧٦/ ٤٩ - ٨٥٨٣] أي: يُحبَس بشَيءٍ يُصنَع له، ذكَرْناه في الهَمزةِ [أخ ذ].

٢٣٤٧ - (و خ م) قوله في العُرنِيِّين: «فاستَوخَموها» [خ¦٤١٩٢] يعني المَدينةَ، وقوله: «إنَّ المَدينةَ وَخِمَةٌ» [خ¦٥٦٨٥] هي الَّتي لا يُوافقُ نازلها هوَاهَا، ولا ينجعُ كلَأهَا، ومَرعى وَخِيمٌ لا تنجعُ عليه الماشيةُ، وطعامٌ وخيمٌ لا يُوافقُ آكِلهُ.

٢٣٤٨ - (و خ ي) قوله: «يَتَوخَّى مُناخ رسولِ الله » * [خ¦١٥٣٥]، و «يَتَوخَّى المكانَ» [خ¦٥٠٦]، و «ليتوخَّ الَّذي … نسِيَ من صَلاتِه»، و «يتَوخَّى الأحاديث» كلُّه من التَّحرِّي والقَصدِ، ويقال: يتآخى أيضاً مبدلة من الواو، و «اذهَبَا فتَوخَّيَا» أي: تحرَّيا بالحقِّ، واقصُداه دون غَيرِه، يقال: وخيتُ وتوخَّيت إذا قصَدتَ الشَّيءَ، وقيل: سُمِّي الأخُ أخاً لمقصدِ كلِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>