فلان شِعارُه الزُّهد ولِباسُه التَّقوى، قال الله تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ﴾ [الأعراف: ٢٦]، فالمرادُ هنا -والله أعلم- أنها صِفاتُه اللَّازمةُ له، المُختَصَّة به، الَّتي لا تليق لغَيرِه، اختصاصَ الرِّداء والإزار بالجَسدِ، ولهذا قال:«فمَن نازَعَنِي فيهما قصَمْتُه».
٤٦ - (أ ز ي) قوله: «فَوَازَيْنا العَدُوَّ»[خ¦٩٤٢] أي: قرُبنا منه وقابَلْناه، وأصلُه الهَمزة، يقال: أزيتُ إلى الشَّيء أزيُّ أَزْيًا انضَمَمت إليه وقعَدتُ إِزاءه؛ أي: قبالَته.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في حَديثِ بِناء الكَعبةِ:«إزَارِي إزَارِي»[خ¦٣٨٢٩] كذا جاء في غَيرِ مَوضعٍ، وذكَره البُخاريُّ في فضل مكَّةَ:«أرِنِي إزَارِي»[خ¦١٥٨٢]، قال القابِسيُّ: معناه أعْطِني، والأوَّلُ أشبَه بالكَلامِ والصَّوابِ.
وفي (باب ما كان يتَّخذ النَّبي ﷺ من اللِّباس): «وكانَتْ هِندٌ لها أَزْرارٌ في كُمَّيْها»[خ¦٥٨٤٤] كذا لهم، وهو الصَّوابُ، تُدخِل فيها أصابع يَدَيها لئلَّا يَنكشِف مِعصَماها، وكان عند الجُرجانيِّ:«إزارٌ»، وهو خطَأ.
الهَمزةُ مع الطَّاءِ
٤٧ - (أ ط ر) قوله: «حتَّى يبدُوَ الإِطارُ» بكَسرِ الألف، ذكَره في قصِّ الشَّارب، قال أبو عُبيدٍ: هو ما بين مقصِّ الشَّارب وطرف الشَّفة المحيط بالفَمِ، وكلُّ محيطٍ إطارٌ.
وقوله:«فأطَرْتُها بينَ نِسائِي» أي: قطَعْتُها وشقَقْتُها، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ:«فقَسَمْتُها»، وقال الهرويُّ وهو قولُ الخَطَّابيِّ: معناه قسَمتُها، من قولهم: طيَّرت المالَ بين القَوم فطار لفُلان كذا ولفُلانٍ كذا؛ أي: قُدِّر له فصار له، وما قُلتُه عندي أظهَر، قال ابنُ دُرَيدٍ: الأطْرةُ قِصاص الشَّارب، فالفِعلُ منه على هذا أطرتُ أصلِيَّة، وعلى قول الهرويِّ زائدَةٌ، ولذلك ذكَره في حَرفِ الطَّاء، وقد يكون أيضًا على هذا من الطَّرِّ وهو القَطعُ، ومنه طُرَّة الشَّعر، ومنه