وقولُ جابرٍ في الثَّيِّبِ:«قد جَرَّبَتْ وخلَا منها»[خ¦٢٣٠٩] مقصورٌ، أي: ذهبَ منها بعضُ شبابِها، ومضَى من عُمرِها ما جرَّبَتْ به الأمورَ، ومن رواه:«خَلاء» بالمدِّ، فقدْ صحَّفَ ووَهمَ.
٦٢٦ - (خ ل ي) قوله: «لا يُختَلى خَلاها»[خ¦١٣٤٩] بفتحِ الخاءِ مقصورٌ، ومدَّه بعضُ الرُّواةِ، وهو خطأٌ؛ وهو العُشبُ الرَّطْبُ. وفي الحديثِ الآخرِ:«لا يُختَلى شَوكُها»[خ¦١١٢] ومعنى ذلك كلِّه: لا يُقطَعُ ولا يُحصَدُ، فعلٌ مشتقٌّ من الخَلا المقدَّمِ ذكرُه، والمِخْلَى: الحديدةُ التي يُقطَعُ بها، والمِخلاةُ: الآلةُ التي تَعتلِفُ فيها الدَّابةُ، ولا يُقال ذلك في النَّاسِ، وأمَّا الخَلاءُ ممدودٌ؛ فهو المكانُ الخالي.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«لَخُلُوفُ فمِ الصَّائِمِ»[خ¦١٨٩٤] أكثرُ المحدِّثين يروِيه بالفتحِ، وبعضُهم يروِيه بالفتحِ والضَّمِّ معاً في الخاءِ، وبالوجهَين ضبَطْناه عن القابسيِّ، وبالضَّمِّ صوابُه، وكذا سمِعْناه وقرأناه على مُتقنِيهم في هذه الكتُبِ، وهو ما يَخْلفُ بعدَ الطَّعامِ في الفمِ من كريهِ ريحِ بقايا الطَّعامِ بينَ الأسنانِ، وقد يكونُ من خَلاءِ المعِدةِ منَ الطَّعامِ.
وفي بعضِ طُرُقِ مسلمٍ:«لخُلْفَةُ» بضمِّ الخاءِ أيضاً، وهو بالمعنى الأوَّلِ.
وفي روايةِ المروزيِّ في (بابِ هل يقولُ إنِّي صائمٌ): «لخُلْفُ» بغيرِ واوٍ، وضبطَه بعضُهم عن القابسيِّ بضمِّ الخاءِ واللَّامِ، وعندَ بعضِهم: بضمِّ الخاءِ وفتحِها، وسكونِ اللَّامِ وفتحِها، وقد يُخرَّجُ لروايةِ ابنِ السَّكنِ أنْ يكونَ بفتحِ الخاءِ لما يَخْلفُ، يُقال له: خَلْفٌ وخَلَفٌ، وأمَّا بضمِّ الخاءِ على روايتِه وروايةِ المروزيِّ ومن وافقَه فقد يكونُ جمعَ: خالفٍ أو خالفةٍ لما يخلُفُ الفمُ أيضاً، فتتَّفقُ الرِّواياتُ من جهةِ المعنى، يُقال: خَلَف فوهُ يَخلُف إذا تغيَّرَتْ رائحتُه.
وقوله:«أبْلِي وأخْلِفي»[خ¦٣٠٧١] كذا رواه رواةُ المروزيِّ والهَرويِّ بالفاءِ؛ أي: تَعيشُ حتَّى تُبليَه وتكسِبَ خَلَفَه بعدَه وغيرَه، يُقال: أخْلفَ الله لك مالاً وخلَفَه، وبعضُهم لا يجيزُ إلَّا أخلفَ الله مالاً، ولغيرِهما بالقافِ تأكيدٌ لقولِه:«أبلي» مِن إخْلاقِ الثَّوبِ، وكلاهما صحيحُ المعنَى.
وفي صفةِ أهل الجنَّة:«أخلاقُهُم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ» كذا هو بفتحِ الخاءِ وسُكونِ اللَّام لجماعتِهم عن البخاريِّ * [خ¦٣٣٢٧]، وفي روايةٍ عن النَّسفيِّ:«على خُلُقٍ» بضمِّهما، وقد ذكَر مسلمٌ الرِّوايتَين: بالضَّمِّ عن ابنِ أبي شيبةَ، وبالسُّكونِ عن أبي كُرَيبٍ، وكلاهما صحيحٌ، لكنِ الرِّوايةُ بضمِّ اللَّامِ أصحُّ؛ لقوله