ومنه قولُه ﷺ:«لا رَهبَانِيَّة في الإسْلامِ» أي: لا تبتُّل ولا اخْتِصاء.
٩٠٦ - (ر هـ ط) ذكر: «الرَّهْط»[خ¦٢٧] في غَيرِ حَديثٍ، قال أبو عُبيدٍ: هم ما دون العَشرةِ منَ النَّاس، وكذلك النَّفرُ، وقيل: من ثَلاثةٍ إلى عَشَرةٍ.
٩٠٧ - (ر هـ ن) ذكر: «الرَّهْن»[خ¦٢٠٦٩] فيها، و «الارْتِهان» * [خ¦٢٢٥٢]، و «دِرْعُه مَرهُونَة»[خ¦٢٩١٦]، و «رهَنَ دِرعَه»[خ¦٢٠٦٩]، كذا هو ثُلاثيٌّ، ولا يقال: أرهَنَ إلَّا في السَّلفِ، يقال: سلَف وأسْلَف، وسلَم وأسلَم، وأرهَن، والجمعُ رُهُن ورِهان، وكان أبو عمرَ: يخصُّ الرِّهان بالخيل، وقرَأ: ﴿فَرِهَنٌ مَّقْبُوضَةٌ﴾ [البقرة: ٢٨٣].
وقوله:«ليسَ برِهانِ الخَيلِ بأسٌ» هو المُخاطرَة على سِباقِها على اختِلافٍ بين الفُقهَاء في صِفَة ذلك، بسَطناه في «شرح مسلم»، والرَّاهِن مُعطي الرَّهْن، والمُرتَهن قابِضُه، والرَّهِينَة الرَّهْن، والهاء للمُبالغَة، كما قالوا: كَرِيمَة القَومِ.
٩٠٨ - (ر هـ ق) قوله: «أرْهَقَتْنا الصَّلاةُ»[خ¦٦٠] كذا لأبي ذَرِّ، «الصَّلاةُ» فاعِلُه، ولغَيرِه:«أرْهَقْنا الصَّلاةَ»[خ¦٩٦] مَفعُولة؛ أي: أخَّرناها حتَّى كادَت تدنُو من الأُخرَى، وهذا أظهرُ هنا وأوَجه من الأوَّلِ، قاله الأصْمعيُّ، وقال الخليلُ: أرْهَقْنا الصَّلاةَ اسْتأخَرْنا عنها، وقال أبو زَيدٍ: أرْهَقْنا نحنُ الصَّلاةَ أخَّرْناها، ورَهقَتْنا الصَّلاةُ إذا حانَت، وقال النَّضرُ: أرْهَقْنا الصَّلاة، ويقال: أرْهَقَتْنا الصَّلاة، وفي الحديثِ الآخرِ:«وقد أرْهَقْنا العصرَ»[خ¦١٦٣]، يقال: رَهِقْتُ الشَّيء غشِيتُه، وأرهَقنِي دنا منِّي، حكاه صاحبُ «الأفعال»، وقال أبو عُبيدٍ: رهِقتُ القوم غشِيتُهم ودنَوت منهم، وقال ابنُ الأعرابيُّ: رَهِقْتُه وأرهَقْته بمعنًى؛ أي: دنَوْتَ منه.
ومنه: راهَق الغلامُ إذا قارَب البُلوغَ ودنا منه، ويكون: أرَهَقَتنا الصَّلاةُ بالرَّفع؛ أي: أعجَلَتنا بها لضيقِ وَقتِها، يقال: أرهَقْته أن يُصلِّي إذا أعجَلتَه عنها.
ومنه:«المراهق» في الحجِّ بفَتحِ الهاء وكَسرِها، هو الذي ضاقَ عليه الزَّمن عن أن يطُوفَ طوافَ الوُرودِ قبل الوُقوف بعرَفةَ، فيخافُ إن طاف فواته.
قوله:«فإن رهِقَ سيِّدَه دَينٌ» أي: لزِمَه وضُيِّق عليه، ومنه قولُه:«فلمَّا رَهِقُوه» بكَسرِ الهاء؛ أي: غَشوه، قيل: ولا يُستَعمل إلَّا في المَكرُوه، وقال ثابتٌ: كلُّ شيءٍ