للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رِقتُه وهزالُه، قال الهرويُّ عن أبي عَمرٍو: السَّخفُ: رِقَّة العَيشِ بالفَتحِ، وبالضَّمِّ رِقَّةُ العَقلِ، وقد ضبَطْنا هذا الحرفَ في الحديثِ المُتقدِّم بالوَجهَين.

٢٠٥٣ - (س خ و) قوله: «فمن أخذَ بِسَخاوةِ نَفْسٍ» [خ¦١٤٧١] أي: بطِيبِها وتَنزُّهها عن التَّشوُّف والحِرص عليه، وهو من السَّخاء يُمدُّ ويُقصرُ، يقال: سخا الرَّجل يسخو سخاً وسخاءً وسَخاوَة إذا جَادَ وتكرَّم، حُكي القَصرُ عن الخَليلِ، ولم يَذكُره أبو عليٍّ في المَقصُور، وقد تكون سخاوَة النَّفس بمعنى تركها الحرصَ عليه، من قولهم: سخَيتُ نَفسِي وبنَفسِي عن الأمر؛ أي: ترَكتُه، فكأنَّه ممَّا تقدَّم؛ أي: نزَّهتُها عنه.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

في الصَّائمِ: «فلا يَرفُث ولا يَسخَب» [خ¦١٩٠٤]، وعند الطَّبري: «ولا يَسخَر»، وقد فسَّرناهما، وبالباء هنا أوْجَه وأظهَر وأوفَق لـ: «يَرفُث» و «يَجهَل».

السِّين مع الدَّال

٢٠٥٤ - (س د د) قوله: «سَدِّدوا وَقَارِبُوا» [خ¦٣٩] أي: اقصدوا السَّداد واطلُبوه واعمَلُوا به في الأمُورِ، وهو القَصدُ فيها فوق التَّفريط ودُونَ الغُلُوِّ، والسَّدادُ والسَّدَدُ بالفتح: القَصدُ.

وقوله في الدُّعاء: «سَدِّدْني» أي: وفِّقْني للقَصدِ واستَعمِلْني به.

وقوله: «واذكُر بالسَّدادِ سَدادَك السَّهم» أي: تقويمَك الرَّمي به وقصد الرَّمية، ومنه قوله: «فَسدَّد له مِشْقَصاً» [خ¦٦٨٨٩] أي: قوَّم رميه وقصَدَه به، ومنه قوله: «فسدَّدناها بعضُنا في وُجوهِ بَعضٍ» يعني السِّهامَ في الفِتَنِ؛ أي: قصَدْنا الرَّميَ بها بعضنا لبَعضٍ، وفي بعضِ الرِّواياتِ: «شدَدْناها» بالشِّين المُعجَمة، وفي أُخرَى: «بعضها» بالهاء، وكلُّه خطَأ.

وقوله: «حتَّى … سِداداً مِن عَيشٍ» هذا بكَسرِ السِّين؛ أي: بلغة يسُدُّ بها خلَّته، وكلُّ شيءٍ سَددْت به خلَلاً فهو سِدادٌ بالكَسرِ ومنه: سِدادُ الثَّغرِ، وسِدادُ القَارُورة، ومنه قولهم: سِدادٌ من عَوَزٍ؛ أي: ما تُسدُّ به الحاجَةُ.

و «سدُّ الرَّوحَاءِ» [خ¦٢٢٣٥]، و «سدُّ الصَّهْباءِ» [خ¦٢٨٩٣] ممدُودان، قال أبو عَمرٍو: يقالُ لكلِّ جبلٍ: سَدٌّ وسُدٌّ لُغتَان، والسَّدُّ: الرَّدمُ أيضاً، وقيل: السُّدُّ-بالضَّمِّ-: خِلقةً المَسدُود، والسَّدُّ-بالفتح-: فِعلُ الإنسان، وقال الكِسائيُّ: هما واحِدٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>