وقوله في الضَّحايا:«يتَّقي من الضَّحايا والبُدْن الَّتي لم تُسْنَّ» كذا لأكثَر شيُوخِنا في «المُوطَّأ» وعند أحمدَ بنِ سعيدٍ الصَّدفيِّ بكسر السِّين، وكذا سمِعْناه من شَيخِنا أبي إسحاقَ، وعند الجيَّانيِّ عن أبي عمرَ النَّمَريِّ:«تسنَنْ» بفتح النُّون، وكذا ذكَره الهرويُّ، وذكَره القَتبيُّ:«تُسْنِن» بكَسرِ النُّون، قال ابنُ قُتيبَةَ: وهي الَّتي لم تَنبُت أسنانها، كأنَّها لم تُعْط أسناناً، ويقال: سنَّت إذا نبتَت أسنانُها، وهذا مثل نَهيِه عن الهَتماءِ، قال الأزهريُّ: وقد وَهِم، والمَحفُوظ:«تُسنِن» بكَسرِ النُّون؛ أي: لم تُسِنَّ، يقال: لم تُسنِن ولم تُسِنَّ، يريد لم تُثْنِ.
وقوله في حَديثِ بولِ الأعرابيِّ:«فسنَّه عليه» يعني الماءَ، كذا عند الطَّبريِّ بالمُهملِة، ولغَيرِه:«فَشنَّهُ» بالمُعجمةِ، وهما بمعنًى، وقد فرِّق بينهما، والأولى هنا أنه بمعنَى: الصَّبِّ.
السِّين مع العَينِ
٢١٠٤ - (س ع ت) قوله: «عَلى سَاعتِي هذه من الكِبَر»[خ¦٦٠٥٠] أصلُ الكلِمَة الواو، يحتَمِل أن يريد على حالتي في وَقتِي وزَمنِي، وقد يحتَمِل أن يريد مُنتهَى حالي وسنِّي، واتَّساع الكِبَر فيِّ وأخذه منِّي.
قوله في حَديثِ الجُمعةِ:«من راح في السَّاعةِ الأولى-الحديثَ، وذكَر فيه: - الثَّانية إلى الخامِسَة»[خ¦٨٨١] ذهَب مالكٌ إلى أنَّ السَّاعةَ هنا جزءٌ من الزَّمانِ، وأنَّ المُرادَ بهذه السَّاعاتِ كلِّها أجزاء ساعةٍ واحدَةٍ وهي السَّادِسة الَّتي تزُول فيها الشَّمسُ، وأنَّه ليس المُراد بذلك ساعات النَّهار المَعلُومة، المُنقسِمة على اثني عشرَة ساعة، وذهَب غيرُه إلى أنَّ المرادَ بذلك ساعات النَّهار المَعلُومة، والاختلافُ في ذلك مَبنِي على الاختلاف في معنَى قوله:«راح»، وقد ذكَرْناه في حَرفِ الرَّاء.
قوله:«مِن أَشرَاطِ السَّاعةِ»[خ¦٨٠] سُمِّيت يوم القيامة السَّاعة؛ لأنَّها كلَمحِ البَصرِ، ولم يكن في كلامِ العَربِ في المُددِ أقصَر من السَّاعة فسُمِّيت بذلك.
وقوله:«إِنْ يَعشْ هذا الغُلام لا يُدركهُ الهَرمُ حتَّى تقومَ عليكم سَاعتكم»[خ¦٦٥١١]، وفي الأُخرَى:«السَّاعَة»، فسَّره في الحَديثِ هِشامٌ:«يعني مَوتَكُم»[خ¦٦٥١١]، يريد انخرامَ القَرنِ، كما قال في الحَديثِ الآخَر:«لا يبقى ممَّن هو … على وجهِ الأرضِ أَحدٌ»[خ¦١١٦].
٢١٠٥ - (س ع د) قوله: «لَبَّيكَ وسَعدَيكَ»[خ¦٣٣٤٨] أي: ساعَدت طاعتُك يا ربِّ مُساعَدة بعد مُساعَدة، وقيل: