يصِحُّ، والهابلُ التي مات ولدُها، قال أبو زَيدٍ: ولا يُقال ذلك إلَّا للنِّساءِ، وقيل: يقال أيضاً للرِّجال، ومَعنَاه عندي هنا ليس على أصلِ الكَلمةِ، وإنَّما مفهُومُه: أَفقدتِ ميزكِ وعَقلكِ ممَّا أصابك من الثُّكل بابنِك حتَّى جَهلت صِفَة الجنَّة، وثَكِلت ذلك مع من ثَكِلَه، وهو نحو ما تقدَّم من اختِلافِ التَّأويلِ في «تَرِبَتْ يَدَاكِ» والاهتبالُ: تحَيُّنُ الشَّيءِ والاعتناءُ به، ومنه قوله:«فاهْتَبلْتُ غَفْلَتَه» أي: تَحيَّنتُها واغتَنمتُها.
وقوله:«اُعْلُ هُبَل»[خ¦٣٠٣٩] اسمُ صَنمٍ كان في الكَعبةِ.
الهَاء مع التَّاء
٢٢٥٩ - (هـ ت ك) قوله في القِرامِ: «فهَتَكَه النَّبيُّ ﷺ»[خ¦٢٤٧٩] أي: جَذبَه وقَطعَه، قال الخليلُ: الهَتكُ: جذبُ الشَّيءِ فتَنقَطِع طائفة منه أو ينشَقُّ.
٢٢٦١ - (هـ ج د) قوله: «التَّهَجُّد»[خ¦١٩] هو قيامُ اللَّيلِ، وهو من الأضْدادِ، تَهجَّد إذا نام، وتَهجَّد إذا استَيقَظ لصَلاةٍ أو لسَببٍ، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ﴾ [الإسراء: ٧٩].
٢٢٦٢ - (هـ ج ر) قوله: «ولا تَقولُوا هُجْراً» بضمِّ الهاء؛ أي: فحشاً، والهُجْرُ: الفُحْشُ، ومنه رِوايَة بَعضِهم في حَديثِ امرأةِ رِفاعَةَ قول خالدٍ:«أَلَا تَزْجُرُ هذه عمَّا تَهجرُ به عندَ رسُولِ الله ﷺ؟»، والمَشهورُ «تَجْهَرُ»[خ¦٦٠٨٤]، وتقدَّم في حَرفِ الجيم، يقال: أَهْجَر الرَّجلُ إذا قال الفحشَ.
وقوله:«أهَجرَ رسولُ الله ﷺ؟»[خ¦٣١٦٨] كذا هو الصَّحيحِ بفَتحِ الهاء؛ أي: هَذَى؟، والهُجرُ: الهَذيانُ وكلامُ المُبرسَمِ والنَّائمِ، وكذلك يقال فيمن كثُر كلامه وجاوَز حدَّه، يقال: منه أهَجَر وقولُ هذا في حقِّه ﵊ على طريقِ استِفْهام التَّقريرِ والإنكارِ لِمَن ظَنَّ ذلك به، إذ لا يليقُ به ﷺ الهذيانُ، ولا قولٌ غيرُ مضبوطٍ في حالٍ من حَالاتِه ﵊، وإنَّما جميعُ ما يُتكلَّم به حقٌّ وصحيحٌ، لا سهو فيه، ولا خُلْف، ولا غفلَة، ولا غلَط، في حالِ صِحَّته ومَرضِه، ونَومِه ويَقظتِه، ورضاه وغَضبِه، إلَّا أن يُتأوَّل هجر أيضاً على المعنَى الأوَّلِ وحَذفِ