للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ألف الاستِفْهامِ، وسَنَذكُر اختِلاف الرُّواةِ فيه بعدَ هذا.

وقوله: «لو يَعلَمون ما في التَّهْجيرِ» [خ¦٦١٥]، وذكر: «الصَّلاة بالهَاجِرةِ»، و «المُهَجِّرُ … كالمُهْدي بَدَنةً» الهَجِيرُ قال الخليلُ وغيرُه: الهَجْرُ والهَجِيرُ والهاجِرَةُ: نِصفُ النَّهارِ، وأهجرَ القومُ وهجرُوا ارتحلُوا في الهاجِرَةِ، وقال غيرُه: هو شِدَّة الحَرِّ.

واختُلِف في معنى قَولِه: «التَّهجير»، والمرادُ به عند جميعهم إلى الجُمعةِ على ظَاهرِه، ثمَّ اختلَفوا، فجعَله شيُوخُنا المالكِيُّون على أنه السَّعيُ إليها في الهاجِرةِ، على ما تقدَّم من ظاهرِ اللُّغةِ، وحملَه غيرُهم على أنه التَّبكيرُ إليها، وأنَّ ذلك لا يختصُّ بالهَاجرةِ، قالوا: وهي لغةٌ حِجازِيَّة، وكذلك تَأوِيلُهم في قَولِه «المُهجِّر» إليها، وعليه الاختلافُ في أيِّهما الفضلُ المَذكُور، هل للمُبكِّر، أو للآتي في آخر السَّاعة السَّادسةِ، والتَّبكِير أولها.

وقد يحتَمِل عندي محمل الحديث في الجُمعةِ وغَيرِها من الأيَّام لصَلاةِ الظُّهرِ، وقد سمَّاها في الحَديثِ: الهجير؛ لصَلاتِها فيه، وبَدليلِ قَولِه: «شَكَونا إليه حَرَّ الرَّمضاءِ فلم يُشْكِنا»، فرغَّبهم في فَضلِ التَّهجيرِ.

وقوله: «هَجَّرْتُ إلى رَسولِ الله » مُشدَّداً؛ أي: جِئتُه في الهاجِرَة.

وقوله: «مُهاجَرِه إلى المَدينةِ» بضمِّ الميم وفتح الجيم؛ أي: وقت هِجرَته.

وقوله: «لا هِجْرَةَ بعدَ الفَتْحِ» [خ¦٢٧٨٣]، و «حَديث الهِجْرَةِ»، و «أَمْضِ لأَصْحَابي هِجرَتَهم» [خ¦١٢٩٥]، و «المُهاجِرونَ» [خ¦٦٩٢] و «لَولا الهِجْرةُ» [خ¦٣٧٧٩] كلُّه من هِجْرةِ النَّبيِّ إلى المَدينةِ وأصْحابِه من مكَّة، وأصلُه من هَجرِ الوَطنِ وتَركِه.

وقوله: «هاجَرَ إبراهيمُ» [خ¦٢٢١٧] أي: خرَج عن وَطنِه إلى غَيرِه.

وقولها: «ما كنتُ أَهجُرُ إلَّا اسمَكَ» [خ¦٥٢٢٨]، وفي رِوايَة: «أُهاجِرُ» [خ¦٦٠٧٨] كذا في كتابِ الأدَبِ إلَّا لابنِ السَّكنِ فعِندَه: «أهجُرُ» كما في سائر الأحاديثِ، وكِلاهُما بمعنًى؛ أي: أترُك ذكرَه، لا على معنى البُغضِ والعَداوةِ، إذ لو كان ذلك لكان كُفراً، ولكن على معنى مُوجبِ الغيرةِ الَّتي جُبلَ عليها النِّساءُ، والدَّلِّ الَّذي طُبِع عليه المَحبُوباتُ مِنهنَّ.

وقوله: «لا يَحِلُّ لمُسلمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فوقَ ثلاثٍ» [خ¦٦٠٦٥]، و «لا تَهاجَروا» من الهُجرانِ، وهو إظهارُ العَداوةِ، وقطعُ الكَلامِ والسَّلامِ عنه.

كذا لأكثَرِهم بفتحِ التَّاء، وكذا لابنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>