وفي حديث مِدْعَمٍ «خرجَنا مع رسولِ الله ﷺ عامَ حُنينٍ» وفيه: «أنَّ الشَّملة التي أصابَها يومَ حُنينٍ» كذا رُوِي عن يحيى أيضاً عند أكثرِ الرُّواة، وعند ابنِ عبد البرِّ: في الأوَّلِ: «خَيبر»، وكذا أصلَحه ابنُ وضَّاح، وكذا رواه أصحابُ الصَّحيحين:«خَيبرَ»[خ¦٦٧٠٧] فيهما جميعاً، وكذا رواه رواةُ «الموطأ» غيرَ يحيى، وهو الصَّواب؛ بدليلِ قوله في روايةِ أبي إسحاقَ الفَزاريِّ عن مالك بعدَ هذا:«فلم نَغْنَم ذَهباً ولا فِضَّةً، إنَّما غنِمْنا البَقرَ والإبلَ والمتاعَ والحوائِطَ» ولم يكُن في حُنينٍ حوائِطُ جُملةً.
وفي حديثِ عبدِ ربِّه بنِ سعيد:«أنَّ رسولَ الله ﷺ حينَ صَدَر من حُنينٍ يريدُ الجِعْرَانةَ» كذا الرِّوايةُ والصَّوابُ، وأصلَحه ابنُ وضَّاح:«خَيبر» ووَهِم.
وفي حديثِ وطْءِ السَّبايا:«أنَّ رسولَ الله ﷺ بعثَ يومَ حُنينٍ جيشاً إلى أَوطاسٍ» كذا لكافَّة شيوخِنا، وعند بعضِ رواةِ مسلمٍ في حديثِ القَواريريِّ وابنِ أبي شيبةَ:«يوم خَيبرَ»، وهو خطأٌ.
وفي (باب النَّوم عنِ الصَّلاة): «أنَّ رسولَ الله ﷺ حين قَفَلَ من خَيبرَ» كذا في «الموطأ» و «الصَّحِيحين»[خ¦٥٩٥] لجميعِ الرُّواة، ورواه بعضُهم في غيرِ «الموطأ» من غيرِ هذا الطَّريق: «من حُنينٍ»، وصوَّبه بعضُهم، قال أبو عُمر: و «خَيبر» أصحُّ؛ لأنَّ ابنَ شِهابٍ وابنَ المسيَّبِ أعلَم النَّاس بالمغازِي فلا يُقاس بهما غيرُهما.
وفي حديثِ أمِّ سُليمٍ:«اتَّخَذَتْ يومَ خَيبرَ خِنْجَراً» كذا في روايةِ بعضِهم عن ابنِ ماهانَ والسَّمرقنديِّ، وهو خطأٌ، والصَّوابُ روايةُ الجماعة:«يومَ حُنينٍ»، وخبرُها في ذلك مشهورٌ، والحديثُ بنفسِه يدلُّ عليه.
الحاء مع الصَّاد
٥١٧ - (ح ص ب) قالوا: «التَّحْصيبُ»[خ¦١٧٦٦]، و «ليلةُ الحَصْبَةِ»[خ¦٣١٦] بفتحِ الحاء وسكونِ الصَّاد: هو المبِيتُ بالمحَصَّب بين مكَّةَ ومنى، وهو خَيفُ بني كِنانةَ، وهو الأبْطَح، وليس من سُننِ الحجِّ.
وقوله:«فحَصَبَهما أنِ اصمُتا» أي: رماهما بالحَصْباء ليُنبِّههما؛ إذ لم يُمكِنه كلامٌ، وكذلك:«حَصَبه عُمر»[خ¦٢٩٠١]، و «حَصَبوا البابَ»[خ¦٦١١٣] كلُّه الرَّميُ بالحَصْباء.
وقوله:«أصابَتْها الحَصْبةُ»[خ¦٥٩٤١] بفتحِ الحاء وسكونِ الصَّاد، ويُقال: بفتحِ الصَّاد أيضاً وبكسرِها: داءٌ معروفٌ، الحَصْباء ممدودٌ، وحَصْباءُ الجِمار: هي الحَصى.