أي: فتَحَه، قال القاضي ﵀: وقد يكونُ عندي من توسُّعهِ فيه وإمعَانِه، من قولهم: دابَّةٌ شَحْواءُ، أي: واسعةُ الخَطوِ.
الشِّين مع الخَاء
٢١٦٩ - (ش خ ب) قوله: «يَشخَبُ فيه مِيزَابانِ» أي: يصُبَّانِ بصَوتٍ وقوَّةِ دفعٍ، شخَب اللَّبنُ من الضِّرعِ: إذا صوَّتَ، وهو صوتُ وقعهِ، بعضُه في بعضٍ عند الحَلَبِ، والشَّخْبُ منه: الصَّبَّةُ الواحدةُ، ومنه في المثَلِ: شُخْبٌ في الأرضِ، وشُخْبٌ في الإناءِ، وفي الحَديثِ الآخرِ الَّذي قتَل نفسَه:«فشَخَبَتْ يَداهُ» منه، أي: سالَ دمُها بقوَّةٍ.
٢١٧٠ - (ش خ ص) قوله: «شَخَص بصرُه»[خ¦٤٤٣٧]، و «أَشخَصَ بَصرَه»[خ¦٤٤٦٣]، يقال: شخَصَ البصرُ بالفتحِ إذا ارتفَعَ، وقيل: امتدَّ ولم يَطرِفْ، وأشخَص هو بصرَه مدَّه كذلك، وكذلك شخَص في الحاجةِ؛ إذا خرَج إليها بالفَتحِ، قال أبو زَيدٍ: شخَص البصرُ يَشخَصُ بالفَتحِ فيهما شُخُوصاً، ولم يعرِفْه بالكَسرِ، وإنَّما شخِصَ بالكَسرِ؛ إذا عَظُمَ جِسمُه.
وقوله:«لم يُشخِصْ رأسَه» أي: لم يَرفعْه، وأصلُ الشُّخوصِ: الرَّفعُ.
وقوله:«لا شَخصَ أغيرُ من الله»[خ¦٧٤١٦] قيل: معناه لا يَنبغِي لشَخصٍ أن يكونَ أغيرَ من الله، إذ الشَّخصُ إنَّما هو الجِسمُ وما له ارتفاعٌ وتجسُّمٌ في علوٍّ، والله تعالى منزَّهٌ عن الجِسميَّةِ وصفاتِ المَخلُوقاتِ، وهو كالاستِثْناءِ من غيرِ الجِنْسِ، وقد تقدَّمَ معنى غيرة الله سبحانه في الغينِ، وقد روَاه البُخاريُّ أيضاً في (بابِ الغيرةِ): «لاشَيءَ أغيرُ من الله»[خ¦٥٢٢٢] ولعلَّ «شَخصٌ»: مُصحَّفٌ من شَيءٍ.