ذكَره الهرَويُّ، قال: والشَّرقُ: الضَّوءُ، والشَّرقُ: الشَّمسُ، والشَّرقُ: الشّقُّ، وقال ثعلبٌ: الشَّرقُ: الضَّوء الَّذي يدخُل من شقِّ الباب، وضبَطَه بعضُهم «شَرِق».
وقوله في الفِتْنة:«من قِبَل المَشرِقِ»[خ¦٩٢/ ١٦ - ١٠٥٢٦]، وكذلك قولُه في الحَديثِ الآخر:«الكُفر»[خ¦٣٣٠١]، وفي الآخَر:«غلظ القلب»، وفي الآخَر:«من حيثُ يَطلعُ قَرنُ الشَّيطَان»[خ¦٧٠٩٢] الأظهَر هنا قول من قال: إنَّه مَشرِق الأرض، وبلاد فارسَ وكسرَى وما وراءها، بدَليلِ قوله:«مِن حيثُ تَطلعُ الشَّمسُ»، وبدَليلِ معاني الحديث من حيث طلوعُ الفِتنِ والبِدَع منها الَّذي يدُلُّ عليه قوله:«قرنُ الشَّيطان»، وقد فسَّرناه، وقيل: أراد بلاد نَجد ورَبِيعة ومُضَر، بدَليلِ أنَّه قد جاء ذلك مُبيَّناً في حَديثِ آخَر، والوَجهَان صَحِيحان، ونجد وبلاد مضر وربيعة وفارس وما وراءها كلُّه مَشرِق من المَدينةِ، والشَّرق والمَشرِق سواء.
وقوله:«أُرِيتُ مَشارِقَ الأَرضِ ومَغَاربَها» * [خ¦٧٧٣] المشارقُ: مطالعُ الشَّمس كلّ يوم، ومَشرِقاها: مَطلِعُها في الشِّتاء ومَطلِعُها في الصَّيف، وكذلك مَغرِبُها والمَغرِبَان، قال الله تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرَّحمن: ١٧]، وقيل في قَولِه تعالى: ﴿بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ﴾ [الزخرف: ٣٨] إنَّه أراد المَشرِق والمَغرِب.
٢١٨٦ - (ش ر ش) قوله: «يُشَرشِرُ شِدقَه»[خ¦٧٠٤٧] أي: يقطَع ويشُق والشَّرشَرة أخذ السَّبع أو الحيَّة الشَّاةَ أو غيرها بفيه ويَعضُّها حتَّى تتطاير قِطعاً.
٢١٨٨ - (ش ر ي) قوله: «ركِبَ شَرِيّا»[خ¦٥١٨٩] أي: فرَساً يستشري في جريِه ويلجُّ ويتمادى، وقال يعقوبُ: يعني فرساً شرياً خياراً فائقاً، وشراةُ المال وسراته بالشِّين والسِّين: خيارُه.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في حديثِ جَابرٍ:«قَطْرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ لو أنِّي أُفرِغهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ» كذا ضبَطْناه وأتقَنَّاه على شيُوخِنا، ومعناه لشرب قطرة ذلك الماء يابس الشَّجب لقِلَّته، وبعضُ الشُّيوخِ يَروِيه:«لشَربةٍ يابِسة» وهو خطَأ.
وفي مُسلمٍ في حَديثِ مُحيِّصَة:«فَوُجِدَ في شَرَبَةٍ»، روَى عند ابنِ الحذَّاء:«مَشربةٍ»، والصَّحيحُ:«شربة»، وكذلك في خبر موسَى:«أنَّهُ اغْتسَلَ عندَ مَشرَبةٍ» على رِوايَة أكثَرِهم، والمَعروفُ في كلِّ هذا «شربة»، إلَّا أن يكون