بنِ عمرَ: أُمُّ جميل بنتُ ثابتٍ، كذا قال مصعب الزُّبيريُّ ومحمَّد ابن سعدٍ، قال القاضي ﵀: وقد يُصحَّحُ ما في الأمِّ على هذا بأن يكونَ «جَدّ» مخفوضاً نعتاً لثابتٍ لا لعاصمٍ، فيستقِيم الكلامُ.
قوله:«إذا … أبصَر جُدُراتِ المدينة» كذا ذكره البخاريُّ [خ¦١٨٠٢] في كتاب الحجِّ من رواية قتيبة، وذكره من رواية ابنِ أبي مريم:«دَرَجات»[خ¦١٨٠٢] كذا للكافَّة، وللمستملي:«دَوْحات» والأوَّلُ أشبَه، وكذا ذكره من غيرِ خلاف في فضائلِ المدينة.
وقوله:«وأنا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ»[خ¦٦٨٣٠] بضمِّ الجيم على تصغيرِ جِذْلٍ، بكسر الجيم، وهو العودُ الذي يُنصَب للجَرباء من الإبل فَتحتَكُّ به، وقيل: عودٌ يُنصَبُ في مِربَد الإبل لتحتَكَّ به فتطرَح ما عليها من قُرَاد، وكلُّ ما لزِق بها فتستَشفِي به كالتَّمرُّغِ للدَّابة؛ أي: أنا ممَّن يُستشفَى برأيه كما تَستشفِي الإبلُ الجَرباءُ بالجِذل، وقيل: معنى «جُذَيْلُها المُحَكَّك» أي: أنا صاحبُ رِهانٍ، والمحكَّك: المعاوِد لها، كما قال:
جِذْلُ رِهانٍ في ذراعَيه حَدَب
يريدُ الميسرَ، ضربَ مثلاً لفخرِه، وصَغَّرَ جَذْلاً وعَذْقاً على طريقِ المدح والتَّعظيم، وقيل: على التَّقريب، كما قالوا: بُنيَّ وأُخيَّ.
٣٣٨ - (ج ذ ع) وقوله: «يا ليتَني فيها جَذَعٌ» أي: أكون في مدَّة النَّبيِّ ﷺ وظهورِ أيَّامه شابّاً قويّاً كالجَذَعِ من الدَّوابِّ حتَّى أبالغَ في نُصرتِه، وقيل: معناه يا ليتَني أعيشُ إلى أيَّامكَ فأكونَ أوَّلَ من ينصرُك، كالجذَع الذي هو أوَّل الأسنان، والأوَّلُ أبيَنُ، يُروَى:«جَذَعٌ» بالضَّمِّ، وهي روايةُ الأصيليِّ وابن ماهانَ على خبرِ «ليت»، ورواه أكثرُ الرُّواة:«جَذَعاً»[خ¦٣] نصْباً على الحالِ، والخبرُ مضمَر؛ أي: فأنصُرَه وأُعينَه.