٢٤٤٢ - (ي ت م) قوله في خبَر المَرأةِ: «وذكرتْ أنَّها مُؤتِمَةٌ»[خ¦٣٥٧١] أي: ذاتُ أيتَامٍ؛ أي: بنُون لا أبَ لهم، يقال: أيتام ويتامى جمع يَتِيم، وهو مَن لا أبَ له، وهذا في بني آدَم، وأمَّا في سائرِ الحيوانِ فهو مَن لا أمَّ له، يقال: يَتِم الصَّبيُّ-بفَتحِ أوَّلِه وكَسرِ ثانِيه- يَيتَم مثل يَسمَع، يُتْماً ويَتْماً، وجمعُ فَعِيل على أفعال قليلٌ منه هذا، ويتامَى جمعُ يَتيمٍ ويَتيمَة أيضاً، وهو قليلٌ، مثلُ مَساكِينَ جمعُ مِسكِين ومِسْكِينة، والاسمُ ينطَلِق عليه إلى البُلوغِ، فإذا بلَغ زال عنه، وقوله تعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾ [النِّساء: ٢] فسمَّاهم يتامى بعد بلُوغِهم ورُشدِهم؛ للزُومِ الاسم لهم قبلَ ذلك.
اليَاء مع الدَّال
٢٤٤٣ - (ي د) قوله: «أسرَعُكُنَّ لَحاقاً بي أَطولُكنَّ يداً»[خ¦١٤٢٠] يريد أسمَحكُنَّ وأفعَلكُنَّ للمَعرُوف، وأكثرُكنَّ صدَقَة، يقال: فلانٌ طويلُ اليدِ، وطويلُ الباعِ إذا كان سَمْحاً جوَاداً، وضِدُّه قصيرُ اليدِ، وجَعدُ البَنانِ.
وقوله:«يَبسُطُ يَدَه … لِمُسيءِ النَّهارِ» من هذا أيضاً، ويكون إشارة إلى القبُول والإنعامِ عليه، ومنه قوله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: ٦٤].
وقوله:«كتَبَ … التَّوراةَ بيدِه»، و «خلَقَ آدمَ … بيَدِه» * [خ¦٤٧١٢]، و «يَقْبِضُ … السَّمواتُ بيَدِه»[خ¦٧٤١٢]، ومثلُ هذا فيما جاء في الحَديثِ والقُرآنِ من إضافة اليَدِ إلى الله سُبحانَه.
اتفَق المُسلِمون أهلُ السُّنةِ والجَماعةِ أنَّ اليدَ هنا ليسَت بجارِحةٍ ولا جِسْم ولا صُورَة، ونزَّهوا الله تعالى عن ذلكَ، إذ هي صفاتُ المُحْدَثِين، وأثبَتوا ما جاء من ذلك إلى الله تعالى وآمنُوا به، ولم يَنفُوه.
وذهَب كثيرٌ من السَّلفِ إلى الوُقوفِ هنا، ولا يزيدُون ويُسلِّمون، ويَكِلون عِلمَ ذلك إلى الله ورَسولِه، وكذلك قالُوا في كلِّ ما جاء مِن مِثْله من المُتشَابهِ.
وذهَب كثِيرٌ من أئمَّة المُحقِّقين من المُتكلِّمين مِنهم إلى أنَّها صفاتٌ عُلِمت من جِهَة الشَّرعِ، فأثبَتوا صفاتٍ زائدةً على الصِّفات الَّتي يقتَضِيها العَقلُ من العِلْم والقُدرةِ والحياةِ والإرادَةِ، ولم يتأوَّلُوها ووقَفُوا هنا أيضاً.
وذهَب آخرُون منهم إلى تَأويلِها على مُقتضَى اللُّغةِ الَّتي أُرسِل بالبَيانِ بها صاحبُ الشَّريعةِ، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: ٤] فتَأوَّلوا