للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العربِ من مثلِ هذا التَّشكُّكِ فيما لا يُشكُّ فيه، وهو المسمَّى عندَ أهلِ البلاغةِ بـ: «تجاهُلِ العارِفِ»، وبه تأوَّلوا قولَه: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ [يونس: ٩٤] وقوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤]، ومثله قوله تعالى: ﴿لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: ٤٤]، وقد عَلِمَ تعالى أنَّه لا يتذكَّرُ ولا يخشى، وفيها تأويلاتٌ كثيرةٌ، وقيل في مثلِ هذا: إنَّ الرَّجل قد أدركَه من الخوفِ ما سلَبهُ ضبطَ كلامِه، حتَّى تكلَّم بما لم يُحصِّلْه ولا اعتقدَ حقيقتَه.

وقوله: «ما قَضَى بهذا عليٌّ إلَّا أن يكونَ ضلَّ» أي: نسيَ وأخطأَ، أو يكونُ على طريقِ الإنكارِ؛ أي: لم يفعلهُ، إنَّما يفعلُه من ضلَّ، وليسَ منهم.

وقوله: «خَسِرتُ إذاً وضلَّ سَعيِي» [خ¦٥٤١٢] أي: خابَ عملي وبطلَ.

١٥٥١ - (ض ل ع) قوله: «فأردتُ أن أكونَ بينَ أَضْلَعَ منهما» [خ¦٣١٤١] أي: أقوَى وأشدَّ، كذا رواه مسلمٌ: أضلَع، وأبو الهيثمِ والمستَمليْ، وعندَ الباقِين: «أصلحَ»، والأوَّلُ أوجهُ.

وفي صفتِه : «ضَلِيعَ الفم» فسَّره في الحديثِ: «عَظيمَ الفم» قال ثعلبٌ: أرادَ واسعَه، قال شِمْر: معناهُ عظيمُ الأسنانِ مُتراصِفُها، والعربُ تَحمِدُ بكبرِ الفمِ، وتذمُّ بصغرِه.

وقوله في التَّعوُّذِ: «مِنْ ضَلَعِ الدَّينِ» [خ¦٢٨٩٣] بفتحِ الضَّادِ واللَّامِ، هو شِدَّتُه وثِقَلُ حملِه، ورُويَ عن الأَصيليِّ في موضعٍ بالظَّاءِ [خ¦٣١٤٥]، ووهَّمهُ بعضُهم، وقد تقدَّم في حرفِ الظَّاءِ خلافٌ في هذا الأصلِ، وحكى الحربيُّ: «ضَلَع الدَّين» بالضَّاد كما تقدَّمَ.

وأمَّا قوله: «وأخذنَا ضِلَعاً من أضْلَاعِه» [خ¦٤٣٦١] وهو عَظمُ الجَنْبِ فهذا بكسرِ الضَّادِ وتخفيفِ اللَّام وتُحرَّكُ، ووقعَ في موضعٍ من البُخاريِّ بظاءٍ وهو وهمٌ.

الضَّادُ مع الميم

١٥٥٢ - (ض م خ) قوله: «متضَمِّخٌ بطيبٍ» [خ¦١٥٣٦] أي: متلطِّخٌ.

١٥٥٣ - (ض م د) قوله: «وضمَّدهُما بالصَّبرِ» أي: لطَّخَهُما.

١٥٥٤ - (ض م ر) قوله: «الجَوادُ المُضمَّرُ» [خ¦٦٥٥٣]، و «الخيلُ التي أُضْمِرت … ، والتي لم تُضْمر» [خ¦٤٢٠] رويناه بالوجهينِ بسكونِ الضَّادِ وتَحريكِها؛ هي الخيلُ المعدَّة للسِّباقِ أو للغَزوِ، وتُضمَّرُ لذلك وهو تصليبُها وشِدَّتُها، وهو أن تُعلَفَ أوَّلاً حتَّى تَسمَنَ وتَقوى، ثمَّ تقتَصر بعدُ على قوَّتها وحبسِها في بيتٍ، وتعريقِها لتَصلُبَ وتَقوَى، يقال: ضَمَّرتُ الفرسَ وأضْمَرتُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>