قوله في كتابِ الأطعِمَةِ:«تَوَلَّى الله ذلك مَن كان أَحَقَّ به منكَ»[خ¦٥٣٧٥] كذا لهم، وعند النَّسفيِّ:«تولى والله»، وعند ابنِ السَّكن:«ولي الله ذلك»، وهُما وجهُ الكَلامِ، ومعنى «ولي»: جعَلَه يتولَّى صُنعَه وإحسَانَه، ومثله: أوْلَاه خيراً وإحساناً؛ أي: صَنَعه له.
وجاء في غير موضع:«المُولَّى علَيه»: يريدُ المَحجورَ بضمِّ الميم وفَتحِ اللَّام، كذا يقولُه الرُّواةُ والفُقهاءُ، وكذا ضبَطْناه في «المُوطَّأ»، وكتُبِ الفِقْه عن عامَّتِهِم، وذكر صاحبُ كتاب «تقويم اللسان»: أنَّ صَوابَه: «المَولِيّ» بفَتحِ الميمِ وكَسرِ اللَّامِ وشدِّ الياء، وكذا ضبَطْناه في «المُوطَّأ» عن ابنِ عتَّابٍ، وهو وجهُ العربِيَّة؛ لأنَّه مَفعُول لا مَفعل؛ لأنَّه من وَلِي عليه أمره، لكنَّه قد يقال أَولَى عليه السُّلطان؛ أي: صيَّر أمرَه إلى مَن يَلِيه، فعلى هذا يصِحُّ ما قالَه الكافَّة.
وقول ابنِ عبَّاسٍ لابنِ أبي مُلَيكةَ:«وَلدٌ نَاصِح» كذا هو الصَّحيحُ رِوايَة الجماعةِ، وعند العُذريِّ:«ولك ناصح»، وهو تصحِيفٌ، وليس بشَيءٍ.
وفي تَفسيرِ الكَهفِ:«﴿الْوَلَايَةُ﴾ [الكهف: ٤٤] مَصدرُ وَلِي» كذا للأَصيليِّ، وعند النَّسفيِّ:«مَصدرُ الوَلاءِ»، وعند غَيرِهما:«مصدرُ الوَليِّ»[خ¦٤٧٢٤]، وعند بَعضِهم:«مَصدَر الولَى» مَقصُور، والصَّوابُ ما تَقدَّم للنَّسفيِّ والأَصيليِّ، وقد فسَّرنا «الوَلاية» قبلُ.
وقوله في زَكاةِ السَّخلِ:«فتَوالدُ قبل أن يأتِيَها المُصدِّقُ بيوم … فيبلُغ ما فيه الصَّدقةُ بوِلَادَتها» كذا عند أبي إسحاقَ بنِ جَعفرٍ، وعند غَيرِه:«فتَولَّد» بتَشديدِ اللَّامِ «وتبلُغ بوَالِدَتها»، والأوَّل أوجَه في الكَلامِ.
وكذا بعدَه قوله:«وذلك أنَّ وِلادةَ الغَنمِ منها»، ولبَعضِهم:«وَالِدة الغَنمِ» أي: مَوْلُودة، وقد تقدَّم أنَّ الوَالدةَ هي الَّتي معها ولدها، فسُمِّي الولد أيضاً بذلك، وأمَّا من قال:«فتَوَلَّد» من معنَى قَولِهم: أوْلَدتِ الماشِيَةُ إذا حانَت وِلادَتُها.
وفي (باب تَقديمِ النِّساء والصِّبيانِ): «أنَّ مولاةً لأسماءَ» كذا ليحيَى، وصَوابه:«مولًى لأسماءَ»، وكذا ذكَره البُخاريُّ [خ¦١٦٧٩] في الحَديثِ، وسمَّاه: عبدَ الله.
وفي (باب ما يجِبُ فيه القَطعُ) من «المُوطَّأ»: «ومعها مَولاتان»، وروَاه الأَصيليُّ:«مولتان»، والصَّوابُ الأوَّل.